كان النبي يكثر من صيام التطوع في شهر شعبان، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «لم أره صائماً من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كله إلا قليلاً» [1].
واختلف في الحكمة من ذلك، قال الحافظ ابن حجر –بعد أن ذكر أقوالاً في المسألة: والأولى في ذلك ما جاء في حديث أخرجه النسائي وصححه ابن خزيمة عن أسامة بن زيد، قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم [2].
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلاً لأهل الجنة[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب: يقبض الله الأرض يوم القيامة، صحيح البخاري (8/ 108)، برقم (6520)، ومسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب نزل أهل الجنة، صحيح مسلم (4/ 2151)، برقم (2792). |
---|
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً[1]، ومورد الذم في الحديث على امتلاء القلب من الشعر، حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه، فليس جوفه ممتلئاً من الشعر؛ ولهذا بوب البخاري على هذا الحديث بقوله: (باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن)[2].
حديث أنس أن رسول الله قال: «من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» حديث ضعيف، أخرجه الترمذي[1]، وفي سنده أبو ظلال هلال القسملي، قال فيه ابن معين: «ضعيف ليس بشيء». وله طرق أخرى كلها ضعيفة، ويغني عنه ما جاء في صحيح مسلم عن حديث جابر بن سمرة قال: «كان رسول الله إذا صلى الفجر، جلس فى مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا»[2].
قال النووي رحمه الله: (فيه استحباب الذكر بعد الصبح وملازمة مجلسها ما لم يكن عذر، وهذه سنة كان السلف وأهل العلم يفعلونها، ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس)[3].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه الترمذي في سننه، أبواب السفر، باب ذكر ما يستحب من الجلوس في المسجد بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، سنن الترمذي ت شاكر (2/ 481)، برقم (586). |
---|---|
^2 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح، وفضل المساجد، صحيح مسلم (1/ 464)، برقم (670). |
^3 | شرح النووي على مسلم (15/ 79). |
الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، وله آثار سيئة على الإنسان، حتى قال ابن القيم رحمه الله: (من الناس من إذا لم ينفذ غضبه قتله غضبه، أو مرض، أو غشي عليه، كما يذكر عن بعض العرب: أن رجلاً سبه، فأراد أن يرد على الساب، فأمسك جليس له بيده على فمه، ثم رفع يده لما ظن أن غضبه قد سكن، فقال: قتلتني! رددت غضبي في جوفي! ومات من ساعته)[1].
والمطلوب من المسلم أن يكظم غيظه ويتكلف الحلم، فإنه لا يلبث أن يكون حليماً، وقد جاء رجل إلى رسول الله فقال: يارسول الله، أوصني قال: لاتغضب.
الحاشية السفلية
^1 | إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان (١/ ٥٤). |
---|
لو قال طفل لرجل كبير: يا كذاب! فإنه يغضب، ولا يقبل بأن ينادى بهذا الوصف وإن كان من طفل، فكيف بمن يكتب عند رب العالمين (فلان بن فلان رجل كذاب)، وفي الحديث المتفق على صحته[1]: .. وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.. ، وفي المقابل إذا وصف إنسان بالصدق، يسر بذلك، فكيف بمن يكتب عند رب العالمين صديقاً؟ .. وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً.. ، فاجعل تحري الصدق والابتعاد عن الكذب مبدءاً لك في الحياة..
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ [التوبة: 119] وما ينهى عن الكذب، صحيح البخاري (8/ 25)، برقم (6094)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب قبح الكذب وحسن الصدق وفضله، صحيح مسلم (4/ 2013)، برقم (2607). |
---|
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله قال: أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمئة عام [1]. وإذا كانت هذه عظمة مخلوق من مخلوقات الله فكيف بعظمة الخالق؟!
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه أبو داود في سننه، أول كتاب السنة، باب في الجهمية، سنن أبي داود ت الأرنؤوط (7/ 109)، برقم (4727). قال ابن كثير في تفسيره (١٤/ ١١٦): (إسناده جيد). وانظر السلسة الصحيحة (١٥١). |
---|
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5][1]. وقد أوصى به النبي دبر كل صلاة، فقال: يا معاذ، والله إني لأحبك: لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك[2].
هلا تأملت هذا الحديث؟! عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله قال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة!؟ قالوا: يارسول الله كيف يكسب ألف حسنة؟! قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة[1].
كم يستغرق من الجهد والوقت أن تقول: (سبحان الله) 100 مرة؟ فتكسب بها 1000 حسنة، أو يحط عنك بها 1000 سيئة؟! طرق الخير كثيرة ومتيسرة، والموفق من وفقه الله.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء، صحيح مسلم (4/ 2073)، برقم (2698). |
---|
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ليست السنة بأن لا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا، ولا تنبت الأرض شيئاً [1]. (السنة) أي: الجدب والقحط، ومنه قول الله تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ [الأعراف: 130]. ومعنى الحديث: ليس الجدب والقحط حقيقة ألا تمطروا، ولكن الجدب حقيقة هو أن تمطروا وتمطروا، وتنزع البركة من هذه الأمطار، فلا تنبت الأرض شيئاً.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة، صحيح مسلم (4/ 2228)، برقم (2904). |
---|