عن عائشة رضي الله عنها، أنها كانت تأمر بالتلبين للمريض، وللمحزون على الهالك، وكانت تقول: إني سمعت رسول الله يقول: إن التلبينة تجم فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن[1].
التلبينة: هي حساء كالحريرة، يتخذ من دقيق أو من نخالة، سميت بذلك؛ لشبهها باللبن في البياض[2].
قد تلفظ الأرض بعض من يدفن فيها؛ لعظيم إجرامه، فلا تقبله بأمر الله، ففي صحيح البخاري، عن أنس ، قال: كان رجل نصرانيا، فأسلم، وقرأ البقرة وآل عمران، فكان يكتب للنبي ، فعاد نصرانيا، فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم! نبشوا عن صاحبنا، فألقوه، فحفروا له، فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلوا ذلك مرارا، ثم ألقوه، قال أنس: فأخبرني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها، فوجده منبوذا على وجه الأرض، فقال: ما شأن هذا؟ فقالوا: دفناه مرارا، فلم تقبله الأرض[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، صحيح البخاري (4/ 202)، برقم (3617)، أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، صحيح مسلم (4/ 2145)، برقم (2781). |
---|
عن أبي هريرة أن النبي ، قال: من جلس في مجلس كثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك ثم أتوب إليك، إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك [1]. احرص على أن تأتي بهذا الذكر قبل أن تقوم من أي مجلس فإنه يكون كفارة لما وقع منك في ذلك المجلس.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه الإمام أحمد في مسند المكثرين من الصحابة ، من حديث أبي هريرة ، مسند أحمد ط الرسالة (16/ 261)، برقم (10415)، والترمذي في سننه، أبواب الدعوات، سنن الترمذي ت بشار (5/ 371)، برقم (3433). (بسند صحيح). |
---|
عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله : اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه، إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين، فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلا أحبني. رواه مسلم.
ولعل هذه الدعوة قد استجيبت، فأبو هريرة جعل له القبول والمحبة لدى جميع المؤمنين.
أحب عبادة يحب الله تعالى من العبد أن يتعبد له بها: الصلاة؛ ولهذا أول مافرضت 50 صلاة في اليوم والليلة (24) ساعة، وقدجاء هذا مصرحا به في الصحيحين، عن ابن مسعود ، قال: سألت النبي : أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها[1].
وفي سير أعلام النبلاء، عن عبدالله بن الإمام أحمد، قال: كان أبي يصلي كل يوم وليلة (300) ركعة، فلما مرض (أيام محنته) كان يصلي 150 ركعة[2].
عن يزيد بن أبي حبيب، قال: كان مرثد بن عبد الله اليزني أول أهل مصر يروح إلى المسجد، وما رأيته داخلا المسجد قط، إلا وفي كمه صدقة، إما فلوس، وإما خبز، وإما قمح، حتى ربما رأيت البصل يحمله! قال: فأقول: يا أبا الخير، إن هذا ينتن ثيابك! قال: فيقول: يا ابن حبيب، أما إني لم أجد في البيت شيئا أتصدق به غيره! إنه حدثني رجل من أصحاب رسول الله ، أن رسول الله قال: ظل المؤمن يوم القيامة صدقته[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، كتاب الزكاة، باب فضل الصدقة على غيرها من الأعمال إن صح الخبر، فإني لا أعرف أبا فروة بعدالة ولا جرح، صحيح ابن خزيمة ط 3 (2/ 1166)، برقم (2432). |
---|
عن جابر رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت! [1].
من أعظم الأمور التي يحرص عليها الشيطان: الإيقاع بين الرجل وزوجته، حتى ينتهي الأمر بالطلاق؛ لما يترتب على ذلك من تقويض أسرة مسلمة، وما يتبع ذلك من آثار سلبية على تربية ونشأة الأولاد، ففي صحيح مسلم عن جابر ، أن رسول الله قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال: ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته! فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت.
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا، صحيح مسلم (4/ 2167)، برقم (2813). |
---|
من الوساوس ما يكون من خواطر الكفر والنفاق، فيتألم لها قلب المؤمن تألما شديدا، كما قال الصحابة: يا رسول الله، إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء، أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: أوجدتموه؟! قالوا: نعم، قال: ذلك صريح الإيمان. وفي لفظ: إن أحدنا ليجد في نفسه ما يتعاظم أن يتكلم به، فقال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.
قال كثير من العلماء: فكراهة ذلك وبغضه وفرار القلب منه، هو صريح الإيمان، والحمد لله الذي جعل غاية كيد الشيطان الوسوسة[1].
الحاشية السفلية
^1 | مجموع فتاوى ابن تيمية (٢٢/ ٦٠٨). |
---|
عن أبي هريرة ، أن النبي ، قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، ينادي مناد: يا أهل الجنة! إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أن تحيوا، فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا، فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا، فلا تبأسوا أبدا، فذلك قول الله : وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [الأعراف: 43][1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في دوام نعيم أهل الجنة وقوله تعالى: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} [الأعراف: 43]، صحيح مسلم (4/ 2182)، برقم (2837). |
---|
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أن رسول الله ، قال: من قام بعشر آيات، لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية، كتب من القانتين، ومن قام بألف آية، كتب من المقنطرين[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه أبوداود في سننه، كتاب الصلاة، باب تحزيب القرآن، سنن أبي داود (2/ 57)، برقم (1398) بإسناد حسن. |
---|