شماتة الأعداء ألم نفسي شديد، قد تكون أشد من المصيبة نفسها؛ ولهذا أمر النبي بالتعوذ بالله منه. ففي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
ليس كل مايراه المسلم في منامه يكون رؤيا، فقد يكون أضغاث أحلام، وتلاعبا من الشيطان، عن جابر رضي الله عنهما، قال: جاء رجل إلى النبي ، فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رأسي قطع، قال: فضحك النبي ، وقال: إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه، فلا يحدث به الناس[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الرؤيا، باب لا يخبر بتلعب الشيطان به في المنام، صحيح مسلم (4/ 1777)، برقم (2268). |
---|
عن أنس : أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي ، فقام إليه بمشقص أو مشاقص، فكأنى أنظر إلى رسول الله يختله؛ ليطعنه[1].
الحاشية السفلية
^1 | أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الديات، باب… صحيح البخاري (9/ 10)، برقم (6900)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، صحيح مسلم (3/ 1699)، برقم (2157). |
---|
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: لم يأمر الله بالحزن ولا رسوله، بل قد نهى عنه في مواضع، وإن تعلق بأمر الدين، كقوله تعالى: وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ [آل عمران: 139]. وقوله: وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ [النحل: 127]. وقوله: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة: 40]. وقوله: وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ [يونس: 65]؛ وذلك لأنه لا يجلب منفعة، ولا يدفع مضرة، فلا فائدة فيه وما لا فائدة فيه، لا يأمر الله به[1].
وكان النبي يستعيذ بالله من الحزن، ففي صحيح البخاري عن أنس قال: كنت أسمع النبي كثيرا، يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال.
الحاشية السفلية
^1 | مجموع الفتاوى(١٠/ ١٦). |
---|
في قول النبي : لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضي منها خلقا آخر. فائدتان عظيمتان:
الحاشية السفلية
^1 | الوسائل المفيدة في الحياة السعيدة، للسعدي (ص ٢٥). |
---|
صنف الحافظ ابن حجر رحمه الله رسالة عن حديث ماء زمزم لما شرب له، وجاء فيها (ص192): (.. وقد اشتهر عن الشافعي أنه شرب ماء زمزم؛ لإصابة الرمي، فكان يصيب من كل عشرة تسعة، وشربه أبو عبدالله الحاكم؛ لحسن التصنيف، فصار أحسن أهل عصره تصنيفا، ولا يحصى كم شربه من الأئمة لأمور نالوها، قال الحافظ ابن حجر: وأنا شربته مرة، وسألت الله حينئذ في بداية طلب الحديث أن يرزقني حالة الذهبي في حفظ الحديث، ثم حججت بعد مدة تقرب من ٢٠ سنة، وأنا أجد من نفسي المزيد على تلك الرتبة…. وعن الحميدي، قال: كنا عند سفيان بن عيينة، فحدث بحديث ماء زمزم لما شرب له، فقام رجل من المجلس، ثم عاد وقال: يا أبا محمد، أليس هذا الحديث صحيحا؟ قال: بلى، قال: فإني شربت دلوا من زمزم على أن تحدثني 100 حديث، فقال له سفيان: اقعد، فحدثه بـ 100 حديث!
عن سهل بن سعد، قال: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، جاء رسول الله بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج، فجاءه رسول الله وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول الله يمسحه عنه، وهو يقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب [1].
ومن فوائد هذه القصة: أنه ينبغي لأقارب الزوجين عدم التدخل في شؤونهما البسيطة وفي حل خلافاتهما؛ إذ إن ذلك من شأنه تأجيج الخلاف. والشيطان بالمرصاد.. ولاحظ هنا أن النبي علم بخلاف بين علي وفاطمة، ولم يسألهما عنه، بل تجاهل الأمر، وهذا من حكمته عليه الصلاة والسلام.
ومن فوائد القصة السابقة: الممازحة للغاضب بالتكنية بغير كنيته، إذا كان ذلك لا يغضبه، ولا يكرهه؛ بل يؤنسه. وفيه: جواز التكنية بغير الولد[2].
عن النواس بن سمعان، ، أن رسول الله ، قال: الإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس[1]. وهذا لمن شرح الله صدره للإسلام، لا لكل أحد، بدليل أن اهل الفجور لا يحيك الفجور في صدورهم. أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا [فاطر: 8][2].
قال ابن بطال: حدثني أبو بكر الرازي، قال: كنت بأصبهان عند أبي نعيم أكتب الحديث، وهناك شيخ يقال له: أبو بكر بن علي، عليه مدار الفتيا، فسعي به عند السلطان، فسجن، فرأيت النبي في المنام، فقال لي: قل لأبي بكر بن علي، يدعو بدعاء الكرب الذي في صحيح البخاري، قال: فأصبحت، فأخبرته، فدعا به، فلم يكن إلا قليلا حتى خرج[1].
ودعاء الكرب الذي في صحيح البخاري هو ما جاء في حديث ابن عباس، قال: كان النبي يدعو عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم[2].
مر سليمان بن داود عليهما السلام في موكبه، والطير تظله، والجن والإنس عن يمينه وشماله بفلاح، فقال: سبحان الله لقد أعطى الله ابن داود ملكا عظيما! فسمع سليمان كلمته، فقال: تسبيحة في صحيفة مؤمن، خير مما أعطي ابن داود، ما أعطي ابن داود يذهب، والتسبيحة تبقى[1]، وهذه القصة وإن كانت من أخبار بني إسرائيل، إلا أنه ورد في السنة ما يدل على صحة المعنى الذي تدل عليه، ومن ذلك قول النبي : لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس[2].