الرئيسية/قبسات
|categories

قبسات

  • إذا لبس خفاً على خف على وجه يصح معه المسح، فإن كان قبل الحدث، فالحكم للفوقاني، وإن كان بعد الحدث فمحل خلاف بين العلماء، والأقرب أنه إذا لبس الفوقاني على طهارة، جاز له أن يمسح عليه؛ لأنه يصدق عليه أنه أدخل رجليه طاهرتين، وقد قال النبي : فإني أدخلتهما طاهرتين[1]. لكن تكون المدة للتحتاني، أما لو لبس الفوقاني وهو محدث فإنه لا يمسح عليه، وإنما يلزمه خلعه والمسح على التحتاني[2].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان، صحيح البخاري (1/ 52)، برقم (206)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين، صحيح مسلم (1/ 230)، برقم (274).
    ^2 ينظر: الشرح الممتع ١/ ٢٥٧.
  • الأظهر من أقوال الفقهاء أن خروج الدم (من غير السبيلين) وكذا القيء ونحوهما لا ينقض الوضوء مطلقاً؛ لأنه لم يرد دليل ظاهر يدل على نقض الوضوء، والأصل بقاء الطهارة، أما حديث أنه «قاء فتوضأ»[1]. فعلى تقدير ثبوته، فإن غاية مايدل عليه استحباب الوضوء لخروج القيء؛ لأن الفعل الذي تجرد من الأمر يفيد الاستحباب[2].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الطهارة، باب الوضوء من القيء والرعاف، سنن الترمذي ت بشار (1/ 145)، برقم (87).
    ^2 انظر: المختارات الجلية، للسعدي (ص ١٧).
  • يرى بعض الفقهاء أن صاحب الحدث الدائم كمن به سلس بول أو المستحاضة، يجب عليه أن يتوضأ لوقت كل صلاة، ويستدلون بحديث عائشة في قصة فاطمة بنت أبي حبيش، وفيها أن النبي قال لها: ثم توضئي لكل صلاة[1]. ويرى آخرون أن ذلك مستحب وليس بواجب؛ لأنه لم يثبت في ذلك شيء، ولو كان يجب لبين ذلك الشارع، أما رواية «ثم توضئي لكل صلاة» فهي غير محفوظة، وقد أشار إلى ذلك الإمام مسلم في صحيحه، فإنه لما أخرج حديث عائشة المذكور بدون هذه الزيادة، قال: (وفي حديث حماد زيادة حرف تركناه)، ويعني بذلك الزيادة المذكورة «ثم توضئي لكل صلاة». قال الحافظ ابن رجب: (الصواب أن لفظة (الوضوء) مدرجة في الحديث من قول عروة بن الزبير)[2]. وهذا هو القول الراجح، وقد رجحه الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، وعلى هذا فصاحب الحدث الدائم لا يجب عليه أن يتوضأ لكل صلاة، وإنما يستحب له ذلك مالم ينتقض وضوؤه بحدث آخر غير حدثه الدائم.

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب غسل الدم، صحيح البخاري (1/ 55)، برقم (228).
    ^2 فتح الباري، لابن حجر (١/ ٤٤٩).
  • يعفى عن قطرات البول في حالتين:

    1. أن يكون مستمراً لا ينقطع.
    2. ألا يكون له وقت معلوم ينقطع به.

    فيعفى عنه للمشقة، أما إن كان قد اعتاد على انقطاعه بعد وقت معلوم أو إذا مشى خطوات، فعليه أن ينتظر[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين (1/ 19).
  • من الأخطاء الشائعة عند بعض العامة في الوضوء: أنه عند غسل اليدين يغسل الذراعين والمرفقين، ويترك غسل الكفين، وهذا الوضوء غير صحيح، ولا تصح معه الصلاة؛ لكونه قد ترك قدراً كبيراً من أعضاء الوضوء (وهما الكفان) بدون غسل، وغسله لهما في أول الوضوء (قبل المضمضة) لا يجزئ عن غسلهما بعد غسل الوجه؛ لعدم تحقق الترتيب الذي هو من فروض الوضوء.

  • من القواعد المفيدة: (أن الفضل إذا كان يتعلق بذات العبادة كانت مراعاته أولى من الفضل الذي يتعلق بزمانها أو مكانها).

    مثالها: إذا كان من عادة المسلم إخراج زكاته في رمضان؛ اغتناما لمناسبة فضل الزمان، لكن أتاه فقير محتاج حاجة شديدة في شهر جمادى، فالأفضل تعجيل زكاته؛ لسد حاجة هذا الفقير[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 انظر: الشرح الممتع، لابن القيم (٦/ ٢٩٦).
  • مراتب الإدراك ست:

    الأولى: العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه، إدراكا جازما.

    الثانية: الجهل البسيط، وهو عدم الإدراك بالكلية.

    الثالثة: الجهل المركب، وهو إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه.

    الرابعة: الوهم، وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد راجح.

    الخامسة: الشك، وهو إدراك الشيء مع احتمال مساو.

    السادسة: الظن، وهو إدراك الشيء مع احتمال ضد مرجوح[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 شرح ثلاثة الأصول، لابن عثيمين (ص١٨).
  • قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله: إذا كسفت الشمس بعد الغروب، وادعى أحد رؤية القمر هلالا في بلد غابت الشمس فيه قبل كسوفها، فإن دعواه هذه غير مقبولة؛ للقطع بأن الهلال لا يرى في مثل هذه الحال، فيكون المدعي متوهما إن كان ثقة، وكاذبا إن لم يكن ثقة. وقد ذكر العلماء قاعدة مفيدة في هذا: «أن من ادعى ما يكذبه الحس، لم تسمع دعواه»[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (١٦/ ٢٩٧).
  • أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته، ومن تأمل ثمرة الفقه، علم أنه أفضل العلوم، فإن أرباب المذاهب فاقوا بالفقه على الخلائق أبداً، وإن كان في زمن أحدهم من هو أعلم منه بالقرآن أو بالحديث أو باللغة، كم رأينا مبرّزاً في علم القرآن أو في الحديث أو في التفسير أو في اللغة، لا يعرف مع الشيخوخة معظم أحكام الشرع، وربما جهل علم ما يحتاجه في صلاته، على أنه ينبغي للفقيه ألا يكون أجنبياً عن باقي العلوم، فإنه لا يكون فقيهاً، بل يأخذ من كل علم بحظ، ثم يركز على الفقه، فإنه عز الدنيا والآخرة[1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص١٢٠).
  • قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله: كان سبب تعلمي الفقه، أني شهدت جنازة، فدخلت المسجد فجلست، ولم أصل تحية المسجد، فقال لي رجل: قم فصل تحية المسجد، وكنت قد بلغت ٢٦سنة، فقمت وصليت ركعتين، فلما رجعنا من الصلاة على الجنازة، دخلت المسجد، فبادرت بتحية المسجد، فقيل لي: اجلس، ليس ذا وقت صلاة، وكان بعد العصر. قال: فانصرفت وقد حزنت، وقلت للأستاذ الذي رباني: دلني على دار الفقيه أبي عبد الله بن دحون. قال: فقصدته، وأعلمته بما جرى، فدلني على موطأ مالك، فبدأت به عليه وتتابعت قراءتي عليه وعلى غيره.. [1].

    الحاشية السفلية

    الحاشية السفلية
    ^1 سير أعلام النبلاء، للذهبي (18/ 199).