الحديث المرويّ في فضل ليلة النصف من شعبان حديثٌ ضعيف، ولا يثبت من جهة الصناعة الحديثية عند كثير من المحققين، وحتى لو ثبت فلا يدل ذلك على تخصيصها بأنواع من العبادات -كالصدقة ونحو ذلك- أو الاحتفال بها.
فالاحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة، بل الاحتفال بالمناسبات الإسلامية عمومًا كليلة النصف من شعبان، وليلة الإسراء والمعراج، وليلة المولد النبوي، ورأس السنة الهجرية؛ كل ذلك من البدع المحدثة.
ولذلك؛ لم تكن هذه موجودة في عصر النبوة، ولا في عصر الصحابة ، ولا في عصر التابعين، ولا في عصر تابعيهم، لم تكن موجودة في القرون المفضَّلة؛ وقد قال عليه الصلاة والسلام: عليكم بسُنتي وسُنة الخلفاء الراشدين من بعدي[1]، وقال: خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم[2]، وقال: ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، قالوا: مَن هي يا رسول الله؟ قال: مَن كانت على ما أنا عليه وأصحابي[3].
فهذه الاحتفالات وإحياء هذه المناسبات إنما حدث بعد القرون المفضَّلة، وحُكمه عند المحققين من أهل العلم أنه من البدع المحدثة؛ وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رَدٌّ[4]، وقال: مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدٌّ[5].
كذلك أيضًا تخصيص ليلة النصف من شعبان؛ هذا لا أصل له، تخصيصها بعبادة -بصلاة أو بصدقة- أو بغير ذلك؛ هذا لا أصل له.


