يقول ربنا سبحانه عن المؤمنين الصادقين الذين وصفهم بقوله: أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال:4]؛ يقول عنهم: وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنًا [الأنفال:2].
فهم يزيد إيمانهم بمجرد الاستماع لكتاب الله ، بمجرد تدبُّر القرآن العظيم يزيد إيمانهم، إما بالاستماع إليه؛ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُ، وإما بتلاوته بأن يتلوا كتاب الله ؛ أي أنهم يتدبرون كتاب الله سبحانه، إما عن طريق الاستماع وإما عن طريق التلاوة؛ فيزيد إيمانهم.
وهذا يدل على أن من أعظم أسباب زيادة الإيمان تدبُّرَ القرآن العظيم، فإن المسلم إذا قرأ القرآن العظيم مُتدبِّرًا فإنه يقف مع آياته؛ ففيها خبر ما قبلنا، وفيها نبأ ما بعدنا، وفيها حُكم ما بيننا، فيها ذِكر الآخرة، وفيها ذِكر البعث والحشر والوزن والحساب والجنة والنار، وفيها ذِكر قصص الأمم السابقة، وفيها ذِكر الأنبياء والرسل، وفيها ما يجعل المسلم يزيد إيمانه.
فينبغي لك -أخي المسلم- عندما تقرأ كتاب الله ، أو عندما تستمع لكتاب الله سبحانه يُتلى؛ أن تتدبر الآيات، وأن تتفهم معانيها، وأن تفكِّر في معانيها، فإن هذا التأمل والتدبر يزيد به الإيمان، فهو من أعظم أسباب الثبات، بل من أعظم أسباب زيادة الإيمان؛ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنًا.


