logo

خطط لنفسك وحاسبها في رمضان

مشاهدة من الموقع

حتى يُحقِّق المسلم هذه المعاني عليه أن يفعل ما ذكره السلف الصالح رحمهم الله من المُشارطة والمُحاسبة -مُشارطةٌ للنفس ومُحاسبةٌ لها- فإذا اجتمعتْ للإنسان المُشارطة والمُحاسبة فإنه ينشط في الخير، وينشط في العبادة، وينشط في الطاعة[1].

ما معنى المُشارطة؟

المُشارطة -مُشارطة النفس- يُسَمِّيها بعض المُعاصرين بلغة العصر -كما يُقال-: التَّخطيط للوقت.

والمُحاسبة -مُحاسبة النفس-: هل عَمِلَتْ وَفْقَ هذه الخطة أم لا؟ ما الذي قَصَّرَتْ فيه؟

فينبغي مع إقبال هذا الشهر الكريم أن تكون لنا مُشارطةٌ لأنفسنا.

على سبيل المثال: يُشارط الإنسان نفسه على ألا تفوته تكبيرة الإحرام خلف الإمام، يُشارط نفسه على ألا تقع منه غِيبةٌ أثناء صومه، يُشارط نفسه على ألا تفوته ركعةٌ واحدةٌ من قيام رمضان، فيقوم رمضان كاملًا؛ حتى يُحقِّق ما ورد في الحديث: مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذنبه [2].

يُشارط نفسه -مثلًا- على أن يختم القرآن عدة ختماتٍ، ويضع آليةً لهذا.

يعني مثلًا: يُشارط نفسه على أن يختم القرآن ثلاث مراتٍ في الشهر الكريم، فمعنى ذلك: أنه لا بد أن يقرأ كل يومٍ ما لا يقل عن ثلاثة أجزاء؛ حتى يُحقِّق هذا الهدف.

ثم تأتي المُحاسبة، إذا شارط نفسه حاسب نفسه، فعند نهاية اليوم يقول: شارطتُ نفسي على أن أعمل كذا وكذا وكذا، فما الذي فعلتُه من هذه الأمور؟ وما الذي قَصَّرْتُ فيه؟

^1 ينظر: إحياء علوم الدين للغزالي: 4/ 394.
^2 رواه البخاري: 37، ومسلم: 759.
مواد ذات صلة