ينبغي لنا -أيها الإخوة- أن نغتنم أوقات هذا الشهر الكريم؛ فَنَعْمُر نهاره بالصيام والذِّكْر والطاعة، ونَعْمُر ليله بالقيام، وندعو الله أن يُعِيننا على ذلك؛ لأن الإنسان مهما كان يبقى بشرًا، إن لم يجد العون من الله فإنه يعجز عن القيام بالطاعة، وعن القيام بالعبادة.
ولهذا قال أبو العباس ابن تيمية رحمه الله: "تأملتُ أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيتُه في الفاتحة في: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]" [1].
ولهذا أوصى النبي بذلك مُعاذًا فقال: يا معاذ، والله إني لأحبك، لا تَدَعَنَّ في دُبُر كل صلاةٍ أن تقول: اللهم أَعِنِّي على ذِكْرك وشُكْرك وحُسْن عبادتك [2].
هذا -يا إخوان- من الأدعية العظيمة التي ينبغي أن يُحافظ عليها المسلم في كل صلاةٍ يُصلِّيها، في التَّشهد الأخير قبل السلام يقول: "اللهم أَعِنِّي على ذِكْرِك وشُكْرك وحُسْن عبادتك".


