logo

حُفَّت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

مشاهدة من الموقع

يقول النبي : حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات [1]، متفقٌ عليه.

وهذا يدل على أن طريق الجنة طريقٌ محفوفٌ بالمكاره؛ وذلك لأن المسلم مطلوبٌ منه واجباتٌ شرعيةٌ، وهذه الواجبات تحتاج إلى صبرٍ، مطلوبٌ منه الصلاة، وهي تحتاج إلى صبرٍ، ومطلوبٌ منه الصيام، وهو يحتاج إلى صبرٍ، وهكذا سائر الواجبات الشرعية.

كذلك أيضًا مطلوبٌ منه أن يبتعد عن المحرمات، عما تهواه نفسه، وهذا يحتاج إلى صبرٍ، فطريق الجنة محفوفٌ بالمكاره، فالنفس معه تحتاج إلى نهيٍ عن الهوى؛ كما قال ربنا سبحانه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41].

أما طريق النار: فإنه محفوفٌ بالشهوات، ويسير مع طبع النفس، فإن النفس بطبعها تسير بالإنسان إلى الشهوات؛ ولهذا تحتاج إلى نهيٍ: وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى؛ ولذلك من أطلق لنفسه العنان، واتبع طريق الشهوات، وتمنَّى على الله الأمانيَّ؛ فسيجد نفسه في نهاية المطاف مفلسًا خاسرًا: فَأَمَّا مَنْ طَغَى ۝ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۝ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ۝ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:37-41].

^1 رواه البخاري: 6487، ومسلم: 2823.
مواد ذات صلة