logo

﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾

مشاهدة من الموقع

يقول ربنا سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222].

لنتأمل -أيها الإخوة- هذه الآية: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ [البقرة:222]، والتواب صيغة مبالغةٍ، جمع تائبٍ؛ ومعنى ذلك: أن التواب هو كثير التوبة، وكثير الرجوع إلى الله ، فالله تعالى يحب من عبده أن يُكثر من التوبة، ويحب التوابين. 

فينبغي لك -أخي المسلم- إذا وقعت في معصيةٍ -في أي معصيةٍ- أن تُبادر إلى التوبة، والأكمل أن تقوم وتتوضأ وتُصلِّي ركعتين، ثم تستغفر الله وتتوب إليه، يقول النبي : ما من عبدٍ يُذنب ذنبًا، ثم يقوم ويتوضأ ويُصلِّي ركعتين ثم يستغفر الله؛ إلا غفر الله له [1]، ويُسمي بعض أهل العلم -كالموفق بن قدامة وغيره- الصلاة: "صلاة التوبة" [2]

حتى لو أن الإنسان فعل الذنب ثم تاب إلى الله ، ثم ضعفت نفسه مرةً أخرى؛ فينبغي له أن يعود للتوبة، وكلما عادت نفسه للذنب؛ يعود للتوبة، فإن هذا لا يضر، المهم أنه عند التوبة يكون صادقًا؛ ولهذا جاء في "الصحيحين" عن أبي هريرة عن النبي  قال: قال الله تعالى: أذنب عبدي ذنبًا، ثم استغفر فغفرت له، ثم أذنب ذنبًا فاستغفر فغفرت له، ثم أذنب ذنبًا فاستغفر فغفرت له، ولا يزال عبدي يُذنب ذنبًا فيستغفر فأغفر له [3].

وهذا محمولٌ عند أهل العلم على من يُذنب الذنب ويتوب توبةً صادقةً، ثم تضعف نفسه ويعود للذنب، ثم يتوب توبةً صادقةً، ثم تضعف نفسه ويعود للذنب، فإن الله تعالى يتوب عليه، والله تعالى يحب التوابين. 

^1 رواه أبو داود: 1521.
^2 المغني لابن قدامة (2/ 553).
^3 رواه البخاري: 7507، ومسلم: 2758، بنحوه.
مواد ذات صلة