logo

قصة المسيء صلاته

مشاهدة من الموقع

جاء في "الصحيحين" عن أبي هريرة أن رجلًا دخل المسجد فصلى، ثم أتى النبي فسلَّم عليه، فردَّ عليه السلام وقال له: ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تُصَلِّ، فرجع وصلى، ثم أتى فسلم، فردَّ عليه وقال له: ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تُصَلِّ، ثم رجع فصلَّى المرة الثالثة، فأتى النبيَّ وسلَّم عليه، فردَّ عليه السلام وقال: ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تُصَلِّ، قال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلِّمني، فقال له النبي : إذا قمت إلى الصلاة؛ فاستقبل القبلة وكبِّر، واقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها [1].

أخذ من هذا الحديث جماهير الفقهاء: أن الطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة [2]، الطمأنينة أحد أركان الصلاة، سواءٌ أكانت الصلاة صلاة فريضةٍ أم نافلةٍ، فالذي لا يطمئن في صلاته لا تصح صلاته وإن صلى ألف صلاةٍ.

بعض الناس يُسرع في صلاته، ينقرها كنقر الغراب، هذا لا تصح صلاته؛ لأن النبي قال لهذا الرجل: ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تُصَلِّ، فقوله : فإنك لم تُصَلِّ هذا نفيٌ، والأصل في النفي أنه ينصرف لنفي الوجود، فإن لم يمكن؛ فلنفي الصحة، فإن لم يمكن؛ فلنفي الكمال، ونفي الوجود هنا غير واردٍ؛ لأن الصلاة موجودةٌ، فينصرف النفي في هذا الحديث إلى نفي الصحة، فيكون معنى قوله : فإنك لم تُصَلِّ: أي أن صلاتك غير صحيحةٍ.

ولهذا أقول -أيها الإخوة- ينبغي أن يطمئن المسلم في صلاته، ويتأكد هذا في حق أئمة المساجد، يجب عليهم أن يطمئنُّوا وأن يُمكِّنوا المأمومين من الاطمئنان في صلاتهم، حتى في صلاة النافلة؛ كصلاة التراويح، يجب على الإمام أن يطمئن، وأن يُمكِّن المأمومين من الاطمئنان في صلاتهم.

فالذين يُسرعون في صلاة التراويح وينقرونها كنقر الغراب لا تصح صلاتهم، وإن صلوا ألف صلاةٍ.

أيضًا بعض النساء في البيوت ينقرن الصلاة، يُسرعن فيها إسراعًا لا يتحقق معه ركن الطمأنينة، فيُقال لهن: إن هذه الصلاة غير صحيحةٍ، ولا تبرأ بها الذمة.

فينبغي أن يكون هذا المعنى حاضرًا لدى كل مسلمٍ ومسلمةٍ، وهو أن الطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة لا تصح الصلاة إلا بها.

^1 رواه البخاري: 757، ومسلم: 397.
^2 ينظر: المغني لابن قدامة (2/ 177)، والحاوي الكبير للماوردي (2/ 130).
مواد ذات صلة