جاء في "صحيح البخاري" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان أكثر ما يحلف به النبي : لا ومقلب القلوب [1]، وكان عليه الصلاة والسلام يُكثر من هذا الدعاء: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك فسُئل فقال عليه الصلاة والسلام: إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء [2]، وجاء في "صحيح مسلمٍ" أن النبي كان يقول: اللهم يا مصرِّف القلوب، صرِّف قلبي على طاعتك [3].
فهذا الدعاءُ دعاءٌ عظيمٌ ينبغي أن يُكثر منه المسلم: "اللهم يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك، يا مصرِّف القلوب، صرِّف قلبي على طاعتك"، وقد ذكره الله تعالى من دعاء أُولي الألباب أنهم يقولون: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ [آل عمران:8].
قلوب العباد -أيها الإخوة- بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلِّبها كيف يشاء؛ ولهذا ينبغي أن يُكثر المسلم من سؤال الله التثبيت، وأن يُكثر من دعاء: "اللهم يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك، يا مصرِّف القلوب، صرِّف قلبي على طاعتك"؛ فإن هذا الدعاء من أسباب الثبات بإذن الله .
فإذا كان المسلم يُكثر من هذا الدعاء ويدعو الله به كل يومٍ؛ فحريٌّ بهذا الدعاء أن يُستجاب، وأن يُثبِّته الله حتى يلقاه.


