وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ [فاطر:34-35].
هذا يذكره ربنا سبحانه عن أهل الجنة، أنهم بعد دخولهم الجنة يقولون هذا القول: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ؛ وذلك أن الجنة دار نعيمٍ، وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71]، ليس فيها حزنٌ، وليس فيها نصبٌ، وليس فيها تعبٌ، وليس فيها همٌّ، وليس فيها غمٌّ، وليس فيها مرضٌ، وليس فيها هرمٌ، وليس فيها موتٌ، وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، الحزن قد ذهب، والتعب قد ذهب، والنصب قد ذهب، وإنما هم في دار النعيم، في كرامة الله .
أما الدنيا: فإن الله خلق الإنسان في كَبَدٍ، يُكابد مصاعبها ومتاعبها، تختلط فيها الأفراح بالأحزان، وتختلط فيها اللذات بالمتاعب والنصب، لكن الجنة خاليةٌ من ذلك كله، هي دار النعيم.
ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا المعنى، وأن يُكثر من سؤال الله تعالى الجنة، فقد صح عن النبي : من سأل الله الجنة ثلاث مراتٍ؛ قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استعاذ بالله من النار ثلاث مراتٍ؛ قالت النار: اللهم أعذه من النار [1].
| ^1 | رواه الترمذي: 2572، والنسائي: 5521، وابن ماجه: 4340، وأحمد: 13173. |
|---|


