جاء في حديث أبي بكرٍ الصديق أن النبي قال: ما من عبدٍ يُذنب ذنبًا، ثم يقوم ويتوضأ ويُصلِّي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غُفر الله له، ثم قرأ قول الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران:135] [1].
وهذه الصلاة يُسمِّيها بعض أهل العلم: "صلاة التوبة"، الموفق ابن قدامة رحمه الله سماها "صلاة التوبة".
إذا وقعت في أيِّ ذنب أو معصية، فقم وتوضأ وصلِّ ركعتين، واستغفر الله، وتُبْ إليه من ذلك الذنب؛ يغفر الله لك. وهذا أمرٌ ينبغي أن تجعله مبدأً لك في حياتك: كلما وقعت في معصية، كلما وقعت في سيئة، كلما وقعت في ذنب، قم وتوضأ وصلِّ ركعتين، واستغفر الله؛ يغفر الله لك.
والله تعالى ذَكَر هذه الصفة من صفات أهل الجنة، قال: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]، ثم ذكر الله تعالى أوصاف المتقين، الذين هم أصحاب هذه الجنة التي عرضها السماوات والأرض، وذكر من أوصافهم أنهم إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ [آل عمران:135] أي: وقعوا في ذنب أو معصية ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [آل عمران:135].
وبيَّن النبي عليه الصلاة والسلام أن الأكمل في هذا الاستغفار: أن المسلم يتوضأ ويُصلِّي ركعتين، ثم يستغفر الله ويتوب إليه من ذلك الذنب؛ فيغفر الله تعالى له ذنبه، والله يحب التوابين.
| ^1 | رواه أبو داود: 1521، والترمذي: 406، والنسائي: 11078، وابن ماجه: 1395، وأحمد: 2. |
|---|


