logo

معنى قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾

مشاهدة من الموقع

يقول ربنا سبحانه: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:71]، سبحان الله! تأملوا هذه الآية، مجرد الطاعة تُعتبر فوزًا عظيمًا، طاعة الله وطاعة رسوله تُعتبر فوزًا عظيمًا، هي بحَدِّ ذاتها فوزٌ عظيم، فضلًا عما يترتب عليها من الأجر والثواب العظيم وجنةٍ عرضها السماوات والأرض: فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر[1].

وهذا المعنى ينبغي أن يكون حاضرًا لدى المسلم، وأنه ما خُلق إلا لطاعة الله، ولعبادة الله : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وينبغي أن يعرف الدنيا على حقيقتها وألا تَغُرَّه؛ فإن الدنيا تغُرُّ كما قال ربنا سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [فاطر:5].

عندما تتأمل ما مضى من عمرك، ما الشيء الذي إذا تذكَّرته الآن فرحت به وتمنَّيت أنك أكثرتَ منه؟ اسأل نفسك هذا السؤال، الواقع أنه لا شيء سوى العمل الصالح، تفرح أنك صُمْتَ رمضان، تفرح أنك اعتمرت، أنك حججت، أنك حافظت على الصلوات، أنك عملت أعمالًا صالحة، تفرح بها الآن وتتمنى أن لو أكثرت منها.

إذا كان هذا هو شعورك الآن، فكيف سيكون شعورك بعد الموت؟! بل في الموقف؟! بل عند الحساب والميزان؟!

ولهذا ينبغي أن يحرص المسلم كلَّ يوم على أن يتزوَّد بالأعمال الصالحة، أن يتزوَّد بزاد التقوى، أن يزيد رصيد حسناته، كل يوم يمضي ينبغي أن تكون قد أتيت بنوافل بعد المحافظة على الفرائض، وتزودت بزاد التقوى. هذا والله هو الكنز العظيم الذي تفرح به، والذي تغتبط به، وتُسَرُّ به. 

هل رأيتم أحدًا ندم على طاعة الله؟

لا والله، لا يندم الإنسان على طاعة الله، بل يفوز الفوز العظيم، ويفرح الفرح الكبير، إنما الذي يندم مَن وقع في معصية الله ، لكن من أطاع الله وأطاع رسوله فهذا هو الذي يفرح ويُسَرُّ ويغتبط في حياته وبعد مماته: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:71].

^1 رواه البخاري: 3244، ومسلم: 2825.
مواد ذات صلة