الأُضحية عملٌ صالحٌ عظيمٌ، وكما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "أفضل العبادات البدنية الصلاة، وأفضل العبادات المالية التَّقرُّب إلى الله بالنحر" [1]، يعني: الأُضحية والهَدْي؛ ولذلك جمع الله تعالى بينهما فقال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:2]، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:162].
وقد ذكر أهل العلم أن الأُضحية أفضل من التَّصدُّق بثمنها، فهي عملٌ صالحٌ عظيمٌ، وسُنةٌ مُؤكدةٌ.
فينبغي لك -أخي المسلم- أن تحرص على الأُضحية، وأن تتقرب إلى الله بها، وأن تُطبِّق السُّنة: تأكل منها وتتصدَّق: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ [الحج:28]، وهذا وإن كان في الهَدْي إلا أنه يشمل بعمومه الأُضحية.
وبعض الناس يُنْفِق أموالًا كثيرةً في الكماليات، وفي الأسفار، وفي غيرها، وعندما تأتي الأُضحية يبخل ويحاول التَّخلُّص، ويقول: إنها ليست واجبةً، وإنما سنةٌ مُؤكَّدةٌ.
نعم، هي سُنةٌ مُؤكَّدةٌ، لكنها عملٌ صالحٌ عظيمٌ.
انظر إلى خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي لم يُرْزَق بولدٍ، وكما يقول المُفسرون: قد تجاوز الثمانين من عمره ولم يُرْزَق بولدٍ، ثم بُشِّر بإسماعيل عليه الصلاة والسلام.
ما ظنُّك بإنسانٍ كان عقيمًا، ثم رُزِقَ بمولودٍ، وعلى كِبَرٍ؟!
ثم هذا المولود كان ابنًا صالحًا، بارًّا، فلما بلغ أحسن سِنٍّ يتعلق فيها الوالد بولده أُمِرَ بذبحه، فلم يتردد عليه الصلاة والسلام: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا [الصافات:103- 105]، فأبدله الله بكبشين عظيمين، فذبحهما فداءً عن ذبح ابنه إسماعيل.
فالأُضحية سُنَّة أبينا إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.
انظر إلى إبراهيم الخليل: أُمِرَ بذبح ابنه فلم يتردد.
فكيف بمَن يُؤْمَر بذبح شاةٍ واحدةٍ في العام، ومع ذلك يبخل ويحاول أن يُوجد لنفسه الأعذار؟!
فينبغي لك -أخي المسلم- أن تحرص على الأُضحية، فإنها عملٌ صالحٌ، عظيمٌ، بل إنها من أَجَلِّ وأفضل العبادات المالية.
| ^1 | ينظر "مجموع الفتاوى": 16/ 532. |
|---|


