logo

سلامة الصدر نعيم معجل

مشاهدة من الموقع

سلامة الصدر نعيمٌ مُعجَّل، وقد امتنَّ الله تعالى على أهل الجنة بأنه نَزَع من صدورهم الغِلَّ، فقال سبحانه: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ [الأعراف:43]، وقال: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ [الحجر:47].

ذكر الله تعالى هذا المعنى في موضعين في القرآن الكريم: في سورة "الأعراف"، وفي سورة "الحجر"، وهذا يدل على أن سلامة الصدر نعيمٌ؛ لأن الله تعالى جعل هذا من نعيم أهل الجنة، فسليم الصدر يتنعَّم بسلامة صدره، ويكون بعيدًا عن الأحقاد، وعن الغِلِّ وعن الشحناء؛ وذلك لأن من يحمل الغِلَّ والحقد يتألَّم ويتأذَّى كثيرًا، ويعيش في قلق ويعيش في توتر، ولا تصفو له الحياة، بينما من يعيش سليم الصدر فإنه يكون في نعيمٍ معجَّل.

ولهذا؛ جعل الله تعالى سلامة الصدر من نعيم أهل الجنة، وامتنَّ عليهم بأن نزع ما في صدورهم من الغِلِّ. 

فاحرص -أخي المسلم- على أن تُحقِّق سلامة الصدر، وأن تُحب لإخوانك المسلمين ما تحبه لنفسِك؛ فإنَّ هذا أولًا: نعيمٌ مُعجَّل تحصَّل بسببه على الراحة والطمأنينة وتعيش قرير العين، وبعيدًا عن الأحقاد والشحناء يُسبِّب القلق والتوتر.

ثم إنك تتقرب إلى الله بهذا العمل الصالح، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لَمَّا سُئل: أيُّ الناس أفضل؟ قال: مَن كان صَدُوق اللسان، مخموم القلب، قالوا: يا رسول الله، صدوقٌ نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ، لا إثم فيه ولا بغي ولا غِلَّ ولا حسد[1].

^1 رواه ابن ماجه: 4216.