logo

كيف تحافظ على الصلاة؟

مشاهدة من الموقع

بعض الناس يقول: أعرف أهمية الصلاة وعظيم منزلتها في الدين، وأنها عمود دين الإسلام، والركن الثاني من أركان الإسلام، لكن تغلبني نفسي فلا أحافظ عليها، إذا كان الرجل يقول: لا أحافظ عليها مع الجماعة في المسجد، والمرأة تقول: لا أحافظ عليها في وقتها، فما الحل وما العلاج؟ 

الجواب بجملةٍ مختصرةٍ: إذا أردت المحافظة على الصلاة؛ فارفع مستوى الاهتمام بها، اجعلها أول اهتماماتك، لا تجعلها على الهامش، إذا كان اهتمامك بالصلاة قويًّا؛ فوالله لن تفوتك أي صلاةٍ، أما إذا كان اهتمامك بها ضعيفًا؛ فستجد ثقلًا وتكاسلًا، وربما يغلبك النوم تارةً، وربما تنشغل تارةً؛ لأن الاهتمام ضعيفٌ، وخُذ مثالًا لذلك بأمور الدنيا التي يكون الاهتمام بها كبيرًا؛ كأن يكون عندك موعدٌ في المطار في وقت صلاة الفجر، هل تتأخر عن هذا الموعد بحجة أن نومك ثقيلٌ؟ هل تتكاسل؟ هل تتراخى؟

الجواب: لا، وإنما تنطلق للمطار، وربما تحتاط، وتأتي للمطار مُبكرًا، خشية أن تفوتك الرحلة، لماذا؟ لأن الاهتمام كان كبيرًا، كذلك أيضًا الطالب الذي عنده اختبارٌ محدَّدٌ في ساعة كذا، نجد أن الطالب، بل جميع الطلاب يأتون في الوقت المحدد، ولم نجد أن أحدًا اعتذر بأن نومه ثقيلٌ، أو أنه تكاسل، أو نحو ذلك.

نعم، قد يكون هناك ظروفٌ قاهرةٌ؛ كمرض مثلًا ونحو ذلك، هذا يوجد، لكن لم نجد من يعتذر بثقل النوم أو التكاسل أو نحو ذلك؛ لأن الاهتمام كبيرٌ.

فالمسألة -أيها الإخوة- هي مسألة اهتمامٍ.

أذكر أن أحد الإخوة نَقَل لي عن شخصٍ كان لا يُصلِّي مع الجماعة في المسجد، فسمع مني كلمةً بهذا المعنى؛ بأن يرفع مستوى اهتمامه بالصلاة، وأن صلاة الفجر لن تفوته، يقول: وطبَّق هذه الفكرة، فرفع مستوى اهتمامه بصلاة الفجر، فأصبح الآن لا تفوته صلاة الفجر في المسجد أبدًا؛ لأنه رفع مستوى الاهتمام بها، وأصبحت الصلاة أول اهتماماته، وأصبحت من أموره الأساسية في الحياة، فبذلك أصبح من المحافظين على الصلاة مع الجماعة في المسجد.

المسألة إذنْ هي مسألة اهتمامٍ، من كان اهتمامه بالصلاة كبيرًا؛ فلن تفوته الصلاة أبدًا، أما من كان اهتمامه بالصلاة ضعيفًا؛ فسيجد ثقلًا وتكاسلًا، وربما تغلبه نفسه ويغلبه النوم ونحو ذلك؛ ولهذا قال الله : وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45].