logo

حرص الشيطان على التحريش بين الزوجين

مشاهدة من الموقع

جاء في حديث أبي هريرة أن النبي  قال: إن إبليس يضع عرشه على الماء، وإنه يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلةً: أعظمهم فتنةً؛ يأتيه الشيطان الذي قد بعثه ويقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول له إبليس: ما فعلت شيئًا، ويأتيه شيطانٌ آخر يقول: فعلت كذا وكذا، فيقول له إبليس: ما فعلت شيئًا، حتى يأتيه الشيطان ويقول: ما تركت فلانًا حتى فرَّقت بينه وبين زوجته، فيُدنيه ويلتزمه ويقول: نِعْمَ أنت! [1].

وهذا يدل على حرص الشيطان على التحريش بين الزوجين، وعلى التفرقة بينهما، وعلى الطلاق، هذا يحرص عليه الشيطان حرصًا شديدًا؛ وذلك لأن الشيطان يعلم بأن الطلاق والتحريش بين الزوجين فيه تقويضٌ لأسرةٍ مسلمةٍ، وفيه تأثيرٌ سيئٌ على الأولاد، وعلى نشأتهم وصلاحهم، وفيه مفاسد كثيرةٌ؛ ولذلك ينبغي أن يكون هذا المعنى حاضرًا لدى الزوجين، وأن الشيطان يَحرص على التحريش وعلى الوقيعة بينهما.

فينبغي أن يحرص الزوجان أوَّلًا: على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإذا وجد الزوج أو الزوجة شيئًا على الآخر؛ فينبغي أن يلجآ إلى الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأن يستحضر أن هذا التحريش الذي يجده في نفسه إنما هو من الشيطان، فيقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ثانيًا: يحرص على أن يحذر من عدوه، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا [فاطر:6]، فهذا عدوٌّ متربِّصٌ يريد أن يُوقع بين الزوج وزوجته، ويستغلَّ كل ظرفٍ وكل كلمةٍ وكل حدثٍ للتفريق بين الزوجين؛ فينبغي أن يكون الزوجان على حذرٍ من هذا اللعين، هذا العدو الرجيم الذي يَحرص غاية الحرص على التحريش بين الزوجين، حتى ربما يتمكن من إيقاع الطلاق بينهما.

فعلى الزوجين: أن يكونا على حذرٍ من هذا العدو اللعين، وأن يستحضرا هذا المعنى الذي ذكره النبي ، وأن الشيطان عندما يبعث سراياه؛ يُدني الذي سعى للتفريق بين الزوجين، يُدنيه ويلتزمه ويقول: نِعْمَ أنت؛ لأنه يعلم الأثر السيئ الكبير الذي يترتب على التحريش بين الزوجين.

^1 رواه مسلم: 2813، بنحوه.