نعمة التوفيق من أعظم النعم التي ينعم الله تعالى بها على الإنسان، وذلك بأن يوفقه للاستقامة على طاعته وعلى دينه؛ قال الإمام ابن القيم رحمه الله: أجمع العارفون على أن التوفيق ألَّا يَكِلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان أن يُخلِّي بينك وبين نفسك.
ولذلك؛ قد نجد من الناس مَن عنده حِدَّة في الذكاء وعنده ثقافة واسعة، لكنه لم يوفَّق للهداية، ويوجد من الناس مَن هو أقل منه ذكاءً وفطنةً لكنه وُفِّق؛ ولهذا ذكر الإمام ابن تيمية رحمه الله عن المعتزلة أنهم كانوا أذكياء، كانت عندهم عقول عظيمة وذكاء حادّ، لكنهم لم ينفعهم ذكاؤهم ولم تنفعهم عقولهم؛ يقول ابن تيمية عنهم: أوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً، وأوتوا فهومًا ولم يؤتوا علومًا، وأوتوا سمعًا وأبصارًا وأفئدةً؛ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ [الأحقاف:26].
ولذلك يا أخي المسلم، ينبغي أن تُكثر من سؤال الله التوفيق، وأن الله تعالى لا يَكِلك إلى نفسك طرفة عين.
ومن الأدعية العظيمة في هذا: اللهم لا تَكِلْني إلى نفسي طَرفة عين، وأصلِح لي شأني كله[1]، أكثِر من هذا الدعاء.
كذلك أن تقول: "اللهم وفِّقني لِمَا تحب وترضى، اللهم وفِّقني لصالح الأعمال"، ونحو ذلك من الأدعية التي تدعو الله فيها بالتوفيق.
| ^1 | رواه أبو داود: 5090، وأحمد: 20430. |
|---|


