جاء في "صحيح مسلمٍ" عن سعد بن أبي وقاصٍ أن النبي قال يومًا لجلسائه: أيعجز أحدكم أن يكسب في اليومِ ألفَ حسنةٍ؟، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكسب ألف حسنةٍ؟ قال: يسبح مئة تسبيحةٍ؛ فيُكتب له بها ألف حسنةٍ أو يُحط عنه بها ألف سيئةٍ [1].
سبحان الله! يعني عندما تقول: "سبحان الله" وتكررها مئة مرةٍ تكسب ألف حسنةٍ أو يُحط عنك ألف سيئةٍ، وهذا يدل على عظيم فضل الله وإحسانه لعباده، وأن طرق الخير كثيرةٌ ومتنوعةٌ.
كم تأخذ منك "سبحان الله" مئة مرةٍ؟ كم تأخذ من الوقت ومن الجهد، ومع ذلك تكسب بها ألف حسنة؟!
عندما تقول: "سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله" تكررها مئة مرةٍ؛ تكسب ألف حسنةٍ أو يُحط عنك ألف سيئةٍ، وإذا قرنتها: "وبحمده"؛ كان ذلك أفضل وأعظم أجرًا: "سبحان الله وبحمده".
فمجالات الخير كثيرةٌ ومتنوعةٌ، ويمكن أن تأتي بها في أي وقتٍ وفي أي مكانٍ تسبح الله تعالى وأنت في الطريق، تسبح الله تعالى وأنت مضطجعٌ على سريرك، تسبح الله تعالى وأنت في المجلس، فكان النبي يذكر الله على كل أحيانه [2].
فعبادة التسبيح من أعظم وأجل العبادات؛ ولهذا اختارها الله لمخلوقاته: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [الإسراء:44]، لماذا قال: يُسَبِّحُ بِحَمْدِه، ولم يقل: "يحمد الله" أو "يوحد الله" أو "يكبر" مثلًا أو "يُحَوقِل"؟
إنما اختار عبادة التسبيح؛ لعظيم شأنها وعظيم مكانتها عند الله ، وهذا يقتضي عظيم أجرها وثوابها عند الله سبحانه.