logo
الرئيسية/مقاطع/من صلى الصبح فهو في ذمة الله

من صلى الصبح فهو في ذمة الله

مشاهدة من الموقع

يقول النبي : من صلى الصبح؛ فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيءٍ؛ فإنه من يطلبه من ذمته بشيءٍ؛ يدركه حتى يكبه على وجهه في نار جهنم [1]، هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في "صحيحه".

قوله عليه الصلاة والسلام: من صلى الصبح يعني: صلاة الفجر، فهو في ذمة الله إذا صلى صلاة الفجر كما أمره الله ، الرجل يصليها مع الجماعة في المسجد، والمرأة تصلي صلاة الفجر في وقتها، فإنه يكون في ذمة الله.

ومعنى في ذمة الله: أي في حفظ الله تعالى وعهده وضمانه؛ وذلك لأن صلاة الفجر لا يحافظ عليها إلا من كان صادقًا مع الله ، ومن كان قوي الإيمان فإنه يقوم من فراش النوم ويَدَعُ الراحةَ وينهض ويصلي هذه الصلاة كما أمره الله ، لولا أن عنده قوة إيمانٍ؛ ما فعل ذلك.

فهذا المؤمن الصادق مع الله -الذي لَبَّى النداء، وصلى صلاة الفجر كما أمره الله سبحانه- موعودٌ بأن يكون في عهد الله وحفظه وضمانه، في ذمة الله طوال يومه.

ولهذا؛ قال عليه الصلاة والسلام: فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيءٍ يعني: لا أحد يتعرض لهذا المؤمن الصادق مع الله الذي صلى صلاة الفجر كما أمره الله سبحانه.

ثم توعَّد من تعرض له، قال: فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء؛ فإنه من يطلبه من ذمته بشيءٍ يعني: من يتعرض لهذا المؤمن الصادق مع الله؛ يدركه حتى يكبه على وجهه في نار جهنم؛ ففيه التحذير لمن تعرض للمؤمن الصادق بالاعتداء عليه.

وعلى هذا: فينبغي للمسلم أن يحرص على هذه الصلاة، وعلى الصلوات عمومًا، لكن هذه الصلاة هي أثقل الصلوات؛ لكونها تأتي بعد فترة النوم، فيقوم الإنسان من نومه ويَدَع الراحة، ويلبي نداء الله ويصلي صلاة الفجر كما أمره الله سبحانه؛ هذا يدل على قوة إيمانه.

إذا وجدت من نفسك أنك تحافظ على صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد كل يومٍ؛ فهذا دليلٌ على قوة إيمانك بإذن الله ، وعلى أنك صادقٌ مع الله سبحانه، وتكون في حفظ الله تعالى وعهده وضمانه.

ثم إن صلاة الفجر تجتمع فيها الملائكة هي وصلاة العصر، ملائكة الليل وملائكة النهار؛ فإن كل إنسانٍ وٌكِّل به ملكان يحفظانه بأمر الله سبحانه مِن بين يديه ومن خلفه، وملكان يكتبان أعماله عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ [ق:17]، فهؤلاء أربعةٌ يتعاقبون في صلاة الفجر وصلاة العصر؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار، فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف وجدتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون [2].

^1 رواه مسلم: 657.
^2 رواه البخاري: 555، ومسلم: 632.
zh