جاء في "الصحيحين" أن النبي قال: أبغض الرجال إلى الله: الأَلَدُّ الخَصِم [1]. ومعنى الألد: أي شديد الخصومة كثير الجدل، والخصم: دائم الخصومة وكثير الخصومة [2].
وهذا نجده من بعض الناس، تجد بعض الناس عنده شدة خصومةٍ، وكثير الخصومات مع الناس، عنده كثرة مشكلاتٍ وخصوماتٍ مع الناس، وأيضًا إذا خاصم أحدًا؛ يكون شديد الخصومة معهم، يكون جدليًّا معاندًا، شديد الخصومة، كثير المشكلات، كثير الخصومات، هذا الصنف من الناس هو أبغض الناس إلى الله .
ولهذا في هذا الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام: أبغض الرجال وهذا من باب التغليب، وإلا فإنه يشمل النساء، الألد الخصم كثير الخصومة وشديد الخصومة.
وفي المقابل يُخبر النبي لما سُئل: أي الناس أفضل؟ قال: صدوق اللسان مخموم القلب قالوا: يا رسول الله، صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل ولا حسد [3] أخرجه ابن ماجه بسندٍ صحيحٍ.
هذا هو مخموم القلب: التقي النقي، الذي لا إثم عنده ولا بغي، لا يعتدي على الآخرين، ولا غل ولا حسد، سليم الصدر، بعيدٌ عن الأحقاد، وبعيدٌ عن الحسد، يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، هذا هو أفضل الناس.