جاء في "الصحيحين" أن النبي قال: تعوذوا بالله من جَهْد البلاء، ومن دَرَكِ الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء [1].
وجَهْد البلاء معناه: ما يصيب الإنسان من شدة المشقة من الأشياء التي تجهده وتصيبه بمشقة شديدة، وفسَّر ذلك ابن عمر رضي الله عنهما بكثرة العيال وقلة المال [2]، لكن هذا ليس تفسيرًا بالحصر، وإنما تفسيرٌ بالمثال، يعني هذا مثالٌ من أمثلة جهد البلاء: أن يُبتلَى الإنسان بالفقر مع كثرة عياله مثلًا، فيكون مجهَدًا في كسب لقمة العيش لهم.
ومن أمثلة جهد البلاء: أن الإنسان يكون مثلًا في وظيفةٍ تستغرق جُلَّ وقته، ويكون عمله شاقًّا ومكلفًا، فيكون هذا أيضًا من جهد البلاء.
فكل ما أصاب الإنسان من شدةٍ ومشقةٍ، وتكون مستمرة وملازمة له، فهذا من جهد البلاء، وهذا يَصرف الإنسان عن أمورٍ كثيرةٍ؛ يصرف الإنسان عن أمور الطاعات، يصرف الإنسان عن طلب العلم، يصرف الإنسان حتى عن كثيرٍ من أموره الدنيوية، وعن كثيرٍ من علاقاته الاجتماعية؛ فلذلك كان النبي يتعوذ بالله منه ويأمر بالاستعاذة بالله منه، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء [3]، ويقول: تعوذوا بالله من جهد البلاء [4].
فهذا الدعاء من الأدعية النافعة: أن تستعيذ بالله من جَهْد البلاء، وأيضًا أن تذكر ما ورد في بقية الحديث: تعوذوا بالله من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء.
