أقل مسافةٍ للسفر محل خلافٍ بين الفقهاء، والقول الراجح هو قول جماهير الفقهاء: وهو أن أقل مسافةٍ للسفر: (80 كيلومترًا).
وقد جاء تقديرها في بعض الأحاديث في قول النبي : لا يحل لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُسافر مسيرة يومٍ وليلةٍ إلا ومعها ذو محرمٍ [1].
واليوم والليلة تعادل أربعة بُرُدٍ، وتعادل (16 فرسخًا)، وتعادل (48 ميلًا)، وتعادل بالتقديرات المعاصرة (80 كيلومترًا) [2].
ثم أيضًا هذا هو المأثور عن الصحابة ؛ كان ابن عباسٍ وابن عمر يقولان: "يا أهل مكة، لا تَقصروا في أقل من أربعة بُرُدٍ" [3]، وأربعةُ بُرُدٍ -كما ذكرنا- تعادل (80 كيلومترًا)؛ وعلى هذا: فتكون أقل مسافةٍ للسفر (80 كيلومترًا).
لكن المهم كيف تحسب هذه المسافة، لا تحسبها من بيتك، إنما تحسب من مفارقة العُمران، فإذا كنت مقيمًا في بلدٍ؛ فتحسب المسافة بعد مجاوزة آخر عمران البلد، آخر حيٍّ من أحياء البلد تبدأ بحساب المسافة، فإذا كانت المسافة تبلغ (80 كيلومترًا) فأكثر؛ فهي مسافة سفرٍ، لك أن تترخص معها برخص السفر؛ من القصر والجمع وغير ذلك.