عن سعد بن أبي وقاصٍ أن النبي قال: دعوة أخي ذي النون يعني: يونس عليهما الصلاة والسلام، دعوة أخي ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها مسلمٌ قط في شيءٍ؛ إلا استجاب الله له [1] رواه الترمذي بسندٍ جيدٍ.
وهذا الدعاء -دعاء يونس عليه الصلاة والسلام- يبتدئ أولًا بكلمة التوحيد "لا إله إلا أنت"، وهي أعظم كلمةٍ، وهي التي لأجلها أنزل الله الكتب وأرسل الرسل، ثم بعد ذلك يأتي تنزيه الله وتسبيحه: "لا إله إلا أنت سبحانك"، ثم يأتي بعد ذلك اعتراف العبد بالذنب والخطأ: "إني كنت من الظالمين"، أي: بوقوعي في الذنب والمعصية.
فهذا دعاءٌ عظيمٌ؛ ولهذا لمَّا ذَكَر الله تعالى هذا الدعاء عن يونس قال : فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ، ثم قال سبحانه: وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ [الأنبياء:88]، يعني: من وقع في غمٍّ ودعا بهذا الدعاء؛ نجَّاه الله تعالى من الغم كما نجى يونس .
وفي هذا الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: دعوة أخي ذي النون لم يَدْعُ بها مسلمٌ قط في شيءٍ؛ إلا استجاب الله له.
ولذلك؛ ينبغي لك -أخي المسلم- عندما تدعو الله أن تبدأ بهذا الدعاء: "لا إله إلا أنت سبحانك"، تجعله في مقدمة دعائك؛ فإنه يُستحب للمسلم إذا دعا الله تعالى: أن يبدأ بحمد الله وتمجيده، ثم الصلاة على رسوله، ثم يدعو، فينبغي أن يكون مع تمجيد الله والثناء عليه دعوة ذي النون، أن يقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" يكررها؛ فإن هذا من أسباب قضاء حاجتك وإجابة دعائك.
^1 | رواه الترمذي: 3505، وأحمد: 1462. |
---|