logo
الرئيسية/مقاطع/دعاء الإمام أحمد في الاستغناء عن سؤال الناس

دعاء الإمام أحمد في الاستغناء عن سؤال الناس

مشاهدة من الموقع

قال عبدالله بن الإمام أحمد، رحمهما الله تعالى: كنت أسمع أبي كثيرًا ما يدعو فيقول: اللهم كما صُنْتَ وجهي عن السجود لغيرك، فصُن وجهي عن المسألة لغيرك [1].

وهذا الدعاء من الإمام أحمد دعاءٌ عظيمٌ، يسأل الله أن يصون وجهه عن مسألة غيره، وألا يسأل إلا الله تعالى؛ كما قال النبي : إِذا سألت فاسأل الله [2].

وهذا يربي في المسلم معاني العزة، أن يكون المسلم عزيزًا، وألا يسأل غيره؛ لأن سؤال الغير فيه نوع ذلةٍ للإنسان؛ كما قال النبي : اليد العليا أي المنفقة، خير من اليد السفلى أي: الآخذة [3].

ولهذا بايع النبي نفرًا من أصحابه على ألا يسألوا الناس شيئًا، فكان أحدهم يكون على دابته فيسقط سوطه فينزل ويأخذ السوط، ولا يطلب من أحد أن يناوله إياه [4].

فلا يسأل الإنسان غيره، لا يسأله مالًا، ولا يسأله أي حاجةٍ، إلا عند الضرورة القصوى.

أما عند عدم ذلك؛ فينبغي أن يُربِّي المسلم نفسه على معاني العزة، وألا يسأل الآخرين.

بعض الناس مبتلًى بسؤال الناس أموالهم، وتجد أنه يُكثر من سؤال الناس أموالهم وهو ليس محتاجًا، أو ربما لا تكون حاجته ملحةً، لكنه قد ابتُلي بذلك، فكثيرًا ما يسأل الناس: يسألهم المساعدة، يسألهم أموالهم، يسألهم أمورًا.

فينبغي أن يكون المسلم عزيزًا، وأن يبتعد عن مسألة الناس؛ إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.

^1 الجامع لعلوم الإمام أحمد (6/ 160).
^2 رواه الترمذي: 2516، وأحمد: 2669، وقال الترمذي: حسن صحيح.
^3 رواه البخاري: 1427، ومسلم: 1033.
^4 رواه مسلم: 1043.
zh