logo
الرئيسية/مقاطع/آخر أهل الجنة دخولًا

آخر أهل الجنة دخولًا

مشاهدة من الموقع

آخر أهل الجنة دخولًا الجنة، كما أخبر بذلك النبي ، آخرهم دخولًا الجنة: رجلٌ مُقبِلٌ بوجهه على النار، يدعو الله ​​​​​​​ يقول: يا رب، اصرف عن وجهي نار جهنم؛ فإنه قد قَشَبني ريحها، وأحرقني ذَكاؤها، فيدعو الله ما شاء الله.

فيقول الله له: وإذا أجبتك لا تسألني غيرها؟ فيقول: يا رب، لا أسألك غيرها، فيأخذ الله عليه العهود والمواثيق على ذلك، فيصرف الله تعالى النار عن وجهه، ويُقبل على الجنة، ثم يبقى ما شاء الله أن يبقى، ثم يقول: يا رب، قرِّبني من الجنة، فيقول الله له: ويحك ابن آدم، ما أغدرك! ألم آخذ عليك العهود والمواثيق ألا تسألني غيره؟! فيقول: يا رب، لا تجعلني أشقى خلقك بك، فيأخذ الله عليه العهود والمواثيق ألا يسأله شيئًا غيره، فيقربه الله تعالى من الجنة، فتنفهق [1] له الجنة، ويرى ما فيها من الخير والسرور، ويبقى ما شاء الله أن يبقى.

ثم يقول: يا رب، أدخلني الجنة، فيقول الله له: ويحك ابن آدم، ما أغدرك! ألم آخذ عليك العهود والمواثيق ألا تسألني غيره؟! فيقول: يا رب، لا تجعلني أشقى خلقك بك، فيضحك الرب ​​​​​​​ ويقول: تمنَّ، فيتمنى ويتمنى ويتمنى حتى تنقطع أمنياته، وحتى أن الله ​​​​​​​ ليذكره بأمانيَّ يتمناها، حتى إذا انقطعت الأماني عنده؛ يقول الله تعالى له: فإن لك ذلك وعشرة أمثاله، وذلك آخر أهل الجنة دخولًا الجنة [2].

سبحان الله! هذا أدنى أهل الجنة منزلةً، يكون له ما يتمنى وعشرة أمثاله، فما بالك بغيره من أهل الجنة؟! نعيم أهل الجنة نعيمٌ عظيمٌ، وهو فوق مستوى خيال العقل البشري، العقل البشري لا يستطيع أن يتخيل نعيم أهل الجنة؛ كما قال الله تعالى: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة:17]، وكما قال النبي عن نعيم الجنة: فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ [3].

تأمل قوله : ولا خطر على قلب بشرٍ أي: أن نعيم أهل الجنة فوق ما يتخيله البشر، يعني: حتى الخيال لا يتخيلون نعيم أهل الجنة، بل هو فوق ذلك؛ ففي الجنة من الخير والنعيم والسرور والحبور شيءٌ عظيمٌ، وكما قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: ليس في الجنة شيءٌ يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء، فالأسماء هي الأسماء، لكن الحقيقة مختلفةٌ [4].

رزقنا الله تعالى وإياكم الجنة.

^1 تنفهق: أي تنفتح وتتسع. النهاية في غريب  الحديث والأثر لابن الأثير (3/ 482).
^2 رواه البخاري: 806، ومسلم: 182، بنحوه.
^3 رواه البخاري: 3244، ومسلم: 2824.
^4 تفسير ابن أبي حاتم (1/ 66).
zh