logo
الرئيسية/مقاطع/فضل الصدقة الجارية

فضل الصدقة الجارية

مشاهدة من الموقع

جاء في "صحيح مسلمٍ" عن أبي هريرة  أن النبي قال: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له [1].

وقوله : صدقةٍ جاريةٍ المراد بالصدقة الجارية: الوقف، فالوقف يجري ثوابه للموقِف ما دام أن الوقف يُنتفَع به، يجري له ثوابه في حياته وبعد مماته.

كم من إنسانٍ في قبره يُدِرُّ عليه وقفُه حسناتٍ، وما دام أن هذا الوقف يُنتفع به؛ فأجره يجري ويُدر عليه الوقف حسناتٍ عظيمةً، وهذه من الآثار التي يَنتفع بها المسلم بعد مماته؛ كما قال الله سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ [يس:12]، يُكتب للإنسان ما قدمت يده من أعمالٍ صالحةٍ؛ من صلاةٍ وصيامٍ وأعمالٍ صالحةٍ، ويُكتب له أيضًا الآثار الحسنة التي خلفها، ومن ذلك: الصدقة الجارية والوقف.

ولهذا ينبغي لك -أخي المسلم- إذا كان عندك قدرةٌ على الوقف؛ أن تبادر للوقف؛ فإن أجره عظيمٌ، بل إنه أفضل ما تُبذل فيه الأموال؛ ولهذا قال عمر : "أصبتُ أرضًا بخيبر هي أنَفسُ مالٍ أصبتُه في حياتي، فاستشرت النبي ﷺ ماذا أصنع فيه؟ فأشار عليَّ بالوقف" [2].

والمستشار مؤتمنٌ [3]، فلو كان هناك شيءٌ أفضل من الوقف؛ لأشار به النبي على عمر .

فالصدقة الجارية ثوابها عظيمٌ، وأجرها جزيلٌ، بل إن الصدقة الجارية إذا أُحسن نِظَارتها؛ ربما أنها تنفع الإنسان أكثر من الابن البار، وأعرف امرأةً لم تُرزق بأولادٍ، لكن جعلت لها صدقةً جاريةً، يقول الناظر على هذا الوقف أو هذه الصدقة الجارية: لو كان لها ابنٌ بارٌّ؛ لما استطاع أن يفعل كما فعل هذا الوقف؛ لكونه قد صُرف من رَيع هذا الوقف في وجوهٍ كثيرةٍ من البر؛ وهذا يدل على فضل الوقف، وأنه ينفع الإنسان في حياته وبعد مماته.

فينبغي لك أخي المسلم إذا كان عندك قدرةٌ على الوقف أن تُبادر إليه؛ فإنه من الآثار الحسنة التي تبقى للإنسان بعد مماته.

^1 رواه مسلم: 1631.
^2 رواه البخاري: 2737، ومسلم: 1632.
^3 رواه أبو داود: 5128، والترمذي: 2822، وابن ماجه: 3745، وقال الترمذي: هذا حديث حسن.
zh