جاء في "الصحيحين" أن النبي قال: يجاء يوم القيامة بالموت على صورة كبشٍ أملح، ثم يقال: يا أهل الجنة، أتعرفون هذا؟ فيشرئبُّون وينظرون ويقولون: نعم، هو الموت، ثم يقال: يا أهل النار، أتعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون إليه ويقولون: نعم، هذا هو الموت، ثم يُذبح في مكانٍ بين الجنة والنار، ويقال: يا أهل الجنة، خلودٌ فلا موتٌ، ويا أهل النار، خلودٌ فلا موتٌ، فيزداد أهل الجنة فرحًا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنًا إلى حزنهم [1]، هذه نهاية مطاف البشرية؛ فريقٌ في الجنة، وفريقٌ في السعير.
خلق الله تعالى هذا الإنسان يكد ويكدح في هذه الحياة، ثم يموت ويُبعث ويُحاسب على ما عمل، ويحاسب محاسبةً شديدةً، وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء:47]، ثم بعد ذلك يكون نهاية البشرية؛ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.
بعدما يَخرج من النار مَن شاء الله تعالى أن يخرج، ممن مات على التوحيد؛ يكون نهاية البشرية، أن يُذبح الموت في مكانٍ بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلودٌ فلا موتٌ، ويا أهل النار، خلودٌ فلا موتٌ، هذه هي نهاية الإنسان: أنه يكون في نهاية المطاف إما في الجنة وإما في السعير.
فعلى المسلم أن يستحضر هذه المعاني، وألا يغفل عنها، وأن تكون نُصْب عينيه، وأن يتزود بالعمل الصالح ما دام باب العمل مفتوحًا.
^1 | رواه البخاري: 4730، ومسلم: 2849. |
---|