logo
الرئيسية/مقاطع/كل يوم يمضي ينقص من عمرك

كل يوم يمضي ينقص من عمرك

مشاهدة من الموقع

رُوي أن الحسن البصري رحمه الله قال: ابن آدم، إنما أنت أيامٌ، كلما ذهب يومٌ؛ ذهب بعضك [1].

وهذه المقولة مقولةٌ عظيمةٌ من الحَسَن رحمه الله، الذي يقال: إن كلامه يشبه كلام الأنبياء.

الإنسان له عمرٌ في هذه الدنيا، هذا العمر مُكوَّنٌ من أيامٍ، كلما ذهب يومٌ؛ نقص به العمر، واقترب به الإنسان من الأجل، كل يومٍ تغرب شمسه ينقص به العمر، ويقترب به الإنسان من الموت والدار الآخرة؛ ولهذا فعلى المسلم أن يستشعر هذا المعنى، وأنه كل يومٍ يقترب من الموت، ويقترب من لقاء الله سبحانه، يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ [الانشقاق:6].

لا بد من لقاء الله ​​​​​​​ في نهاية المطاف، لا بد من لقاء الله سبحانه حين يحين الأجل، حين يحين أجل الإنسان الذي قد كُتب وهو في بطن أمه؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: يُجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا نطفةً، ثم علقةً مثل ذلك، ثم مضغةً مثل ذلك، ثم يأتيه الملك ويؤمر بنفخ الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيٌّ أم سعيدٌ [2].

فأجل الإنسان وعمر الإنسان مكتوبٌ وهو في بطن أمه، الإنسان يسير إلى هذا الأجل، فإذا بلغ الأجل؛ وصل نقطة التوقف للقاء الله سبحانه، إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ [الانشقاق:6]، وانتقل من دار العمل إلى دار الجزاء والحساب.

فنحن -أيها الإخوة- في هذه الدنيا في دار العمل، في دارٍ يتمناها الأموات، لا يزال باب العمل مفتوحًا، ولا يزال باب التوبة مفتوحًا، ولا يزال بالإمكان أن يتدارك الإنسان.

فينبغي أن نتدارك ما تبقى من أعمارنا فيما ينفعنا بعد مماتنا، وينبغي للمسلم أنه -مع تقدم العمر- كلما تقدم به العمر؛ يكون إلى الله أقرب، ويزداد عملًا صالحًا.

^1 حلية الأولياء لأبي نعيم (2/ 148).
^2 رواه البخاري: 3208، ومسلم: 2643.
zh