جاء في "صحيح مسلمٍ" أن رجلًا أتى النبي فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد لبَّس عليَّ صلاتي، حتى لا أدري ما أقول، أي كثرت عنده الوساوس حتى وصل إلى هذه المرحلة، أن الشيطان لبَّس عليه صلاته، ووصل إلى مرحلة أنه لا يدري ما يقول، فأرشده النبي إلى علاجٍ عظيمٍ فعله ذلك الصحابي فأذهب الله عنه الوساوس، وهي وصيةٌ للأمة جميعًا، ما هي هذه الوصية؟
قال له النبي : ذاك شيطانٌ يقال له: خِنزَبٌ، فإذا وجدتَ ذلك؛ فاتفُل على يسارك ثلاثًا واستعِذ بالله منه قال هذا الصحابي: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني [1].
فإذا هجمتْ عليك الوساوس في الصلاة؛ فاستعِذ بالله من الشيطان الرجيم، قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، سواءٌ كنت في القيام أو في الركوع أو في السجود، أو في أي موضعٍ من مواضع الصلاة، هذا لا يضر، وبعض الناس يعتقد أنه يؤثر على صحة الصلاة؛ هذا غير صحيحٍ، هذا من جنس الذكر، وأرشد إليه النبي .
إنما الذي يُمنع منه: كلام الآدميين، لكن هذا من جنس ذكر الصلاة، وأرشد إليه النبي بخصوصه.
فإذنْ إذا هجمتْ عليك الوساوس؛ قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وجرِّب هذا؛ ستجد أن الوساوس تذهب عنك مباشرةً وتنقشع عنك، وتشعر بالراحة وتخشع في صلاتك، لكن الشيطان عدوٌّ للإنسان، ربما يعود مرةً ثانيةً، فإذا عاد؛ فعُدْ للاستعاذة، كلما عاد الشيطان؛ عد للاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36].
^1 | رواه مسلم: 2203. |
---|