logo
الرئيسية/مقاطع/المصائب مكفراتٌ للذنوب

المصائب مكفراتٌ للذنوب

مشاهدة من الموقع

جاء في "الصحيحين" عن ابن مسعودٍ  أن النبي قال: ما من مسلمٍ يصيبه أذًى من مرضٍ فما سواه؛ إلا حط الله عنه به من سيئاته كما تَحُط الشجرة ورقها [1]؛ وهذا يدل على أن المصائب مكفراتٌ للسيئات.

فإذا أصيب الإنسان بمرضٍ أو أُصيب بمصيبةٍ من مصائب الدنيا؛ فإن هذه المصائب مكفِّراتٌ للسيئات، يكفر الله تعالى عنه بها من سيئاته، وحتى إن النبي قال: حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله عنه بها من سيئاته [2]، وحتى الهم يُهَمُّه إلا كفر الله تعالى عنه من سيئاته [3]؛ وهذا يدل على عظيم فضل الله ​​​​​​​.

وهذه بشرى لمن أصيب بمصيبةٍ من مرضٍ أو غير ذلك من مصائب الدنيا، عليه أن يحتسب ما عند الله من تكفير السيئات، ومن الأجر والثواب على الصبر والرضا.

فعلى المسلم أن يستحضر ذلك، وأن يستحضر أن كل هذه الأمراض والمصائب مكفراتٌ لسيئاته، وأنه إن صبر؛ فإنه يُؤجَر على ذلك، وأنه إن رضي؛ كان الأجر أعظم؛ ولهذا قال بعض السلف: لولا مصائب الدنيا؛ لأتينا يوم القيامة مفاليس [4]؛ لأن مصائب الدنيا يُكفَّر عن الإنسان بها من سيئاته.

فعلى المسلم أن يستحضر هذا المعنى؛ فإن هذا مما يخفف ألم المصيبة، إذا استحضر المسلم أن هذه المصيبة التي أُصيب بها، من مرضٍ أو غير ذلك، أن الله تعالى يكفر عنه بها من سيئاته؛ فإن هذا يخفف أثر المصيبة عليه، ويَعلم أنه بصبره على تلك المصيبة أن الله تعالى يَحُط عنه بها من خطاياه ومن سيئاته.

^1 رواه البخاري: 5660، ومسلم: 2571.
^2 رواه البخاري: 5640، ومسلم: 2572.
^3 رواه مسلم: 2573.
^4 حلية الأولياء لأبي نعيم (10/ 164)، وصفة الصفوة لابن الجوزي (2/ 251).
zh