logo
الرئيسية/مقاطع/فضل ترك الجدال والمراء

فضل ترك الجدال والمراء

مشاهدة من الموقع

جاء في حديث أبي أمامة  أن النبي قال: إن الله أعدَّ بيتًا في رَبَضِ الجنة لمن ترك المِرَاء وإن كان محقًّا [1]، أخرجه أبو داود بسندٍ جيدٍ، و"المراء": هو الجدل.

فكون الإنسان يترك الجدل، ولا يكون جدليًّا، ولا يكون مخاصمًا، هذا من الأخلاق الكريمة، ليس بالضرورة أن تجادل في كل مسألةٍ، والإنسان الجدلي يكرهه الناس بطبيعتهم.

و"الجدل" يعني: الاعتراض على المتكلم؛ إما في لفظه، أو في معنى ما يتكلم به، أو في قصده، أو نحو ذلك، يكون كثير الاعتراضات، يعترض على كل شيءٍ، ويجادل في كل شيءٍ، فهذا الجدل أمرٌ غير محمودٍ.

وترك الجدل يؤجر عليه الإنسان، وترك الجدل من مكارم الأخلاق، وأعد الله بيتًا في ربض الجنة -يعني في أسفل الجنة- لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، حتى وإن كان معك الحق؛ اترك الجدل، بيِّن وجهة نظرك، لكن لا تجادل؛ لأن الجدل والمراء يورث الشحناء في النفوس، ويورث الضغائن، وأيضًا هو مضيعة للوقت لا فائدة منه، أن يبقى الإنسان في جدلٍ وفي خصومةٍ مع الآخرين، وكلما تكلم إنسانٌ؛ اعترض على كلامه وبيَّن المعايب في كلام المتكلم؛ في لفظه وقصده ونيته ومعناه، ونحو ذلك؛ هذا أمرٌ ليس بمحمودٍ.

إنما المطلوب من المسلم: أن يكون بعيدًا عن الجدل، وكما قال النبي : إن أبغض الناس إلى الله: الأَلَدُّ الخَصِم [2]، يعني: شديد الخصومة، وكثير المراء والجدل.

^1 رواه أبو داود: 4800، والترمذي: 1993، والنسائي: 3133، وابن ماجه: 51.
^2 رواه البخاري: 2457، ومسلم: 2668.
zh