logo
الرئيسية/مقاطع/مقياس حسن الخلق

مقياس حسن الخلق

مشاهدة من الموقع

مقياس حسن الخلق: ليس التعامل مع الوجهاء أو الكبراء، أو من يرجو الإنسان منهم مصالح ماديةً، وإنما مقياس حسن الخلق الحقيقي: عندما يتعامل الإنسان مع الفقراء والمساكين، وعندما يتعامل مع الخدم؛ فهنا تظهر أخلاقه على طبيعتها؛ فإن كانت أخلاقه كريمةً؛ فسيتعامل مع هذه الطبقة بحسن خلقٍ، وإن كانت أخلاقه سيئةً؛ فسيتعامل معهم بسوء خلقٍ، فهنا المحك: إذا أردت أن تختبر حسن خلقك من سوئه؛ فانظر كيف تتعامل مع الخدم، وانظر كيف تتعامل مع الفقراء والمساكين.

أخرج أبو داود في "سننه" بسندٍ صحيحٍ أن النبي قيل له: كم نعفو عن الخادم؟ قال: اعفوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً [1]، يعني: اعفُ عنه عفوًا كثيرًا، هذا هو المطلوب في التعامل مع الخدم: العفو وحسن الخلق، والتغاضي عن الهفوات، وهكذا أيضًا في التعامل مع الفقراء والمساكين؛ ينبغي خفض الجناح لهم، وعدم التكبر عليهم، وأن يكون الإنسان رحيمًا رفيقًا.

فهذا هو الذي يُبيِّن معدن الإنسان، إذا كان يتعامل مع الخدم، ويتعامل مع الفقراء والمساكين، يتعامل معهم بكريم الأخلاق؛ فهذا دليلٌ على طيب معدنه وكريم أخلاقه.

^1 رواه أبو داود: 5164، والترمذي: 1949، وأحمد: 5899، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
zh