logo
الرئيسية/مقاطع/هل رزق الإنسان مكتوب؟

هل رزق الإنسان مكتوب؟

مشاهدة من الموقع

رِزق الإنسان يُكتب له وهو في بطن أمه؛ كما قال النبي :إن أحدكم يُجمَع خَلقُه في بطن أمه أربعين يومًا نطفةً، ثم علقةً مثل ذلك، ثم مضغةً مثل ذلك، ثم يأتيه المَلَك ويُؤمَر بنفخ الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكتب رزقه ابتدأ بالرزق وأجله، وعمله، وشقيٌّ أم سعيدٌ [1].

فرزق الإنسان يُكتب له وهو في بطن أمه، فلا يزيد رزق الإنسان عما كُتب له، ولا ينقص عما كتب له، ما كان لك من الرزق فسيأتيك، لكن مطلوبٌ من الإنسان أن يفعل الأسباب؛ حتى لا يُحرم الرزق بسبب تعطيل الأسباب، يفعل الأسباب ويقول بعد ذلك: الرزق على الله، إن كان الله قد كتب لي رزقًا فسيأتي، وإن لم يكتب لي رزقًا فلن يأتي.

وهذه العقيدة تجعل الإنسان يعيش مرتاح البال مطمئنًّا، وأنه لن يأتيه من الرزق إلا ما كتب الله له.

فهذا المعنى تكرَّر ذكره في القرآن الكريم كثيرًا: إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ [الإسراء:30]، فالله سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر؛ يعني: يُضيِّق على من يشاء بحكمته البالغة.

فعلى المسلم أن يستحضر هذا المعنى، وأنه لن يأتيه من الرزق إلا ما كتب الله له، وأن الرزق لا يزيده حِرصُ حريصٍ، لكن مطلوبٌ من المسلم أن يعمل الأسباب؛ حتى لا يُحرم الرزق بسبب تعطيل الأسباب، ويعتمد على الله ؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا وتروح بطانا [2].

^1 رواه البخاري: 3208، ومسلم: 2643.
^2 رواه أحمد: 205، والترمذي: 2344، وابن ماجه: 4164، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
zh