ومن أعظم آداب طالب العلم:
الإخلاص، إخلاص النية لله ، وإلا فإن العلم إذا كان بنية الرياء أو السمعة؛ أصبح وبالًا على صاحبه، وقد ذكر النبي أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة..، وذكر منهم رجلًا تعلم العلم وعلمه الناس وقرأ القرآن، فيؤتى به فيقول: يا رب، تعلمت العلم وعلمته الناس، وقرأت فيك القرآن، فيقال له: كذبت، لكنك تعلمت ليقال: هو عالمٌ، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئٌ، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه، فألقي في النار [1]، نسأل الله العافية، وهذا يدل على أهمية الإخلاص في طلب العلم.
وقد سُئل الإمام أحمد: كيف يكون الإخلاص في طلب العلم؟ قال: أن ينوي رفع الجهل عن نفسه ورفع الجهل عن غيره [2].
كذلك أيضًا: العمل بالعلم، وإلا فعلمٌ بلا عملٍ لا فائدة منه، بل ضرره أكبر من نفعه؛ لأنه يكون حجةً على صاحبه يوم القيامة؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: والقرآن حجةٌ لك أو عليك [3].
أيضًا من آداب طالب العلم: أن يَظهر أثر العلم على طالب العلم في عباداته وفي سلوكه وفي تعامله مع الآخرين، وإلا فما قيمة العلم وطالب العلم لا يصلي صلاة الفجر مع الجماعة، أو أنه عاقٌّ لوالديه، أو قاطعٌ لرحمه؟! ما الفائدة من هذا العلم؟! فلا بد أن يظهر أثر العلم على طالب العلم؛ يظهر عليه في عباداته، ويظهر عليه في سلوكه، وفي سمته، وفي تعامله مع الآخرين.
