والسنة أيضًا قبل الإهلال أن يسبح ويحمد الله تعالى ويكبر، يعني يقول: “سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر”، قبل أن يُهِلَّ.
هذه الفائدة قد لا تجدها في كتب الفقه، وإنما هي في كتب الحديث؛ ولهذا قال الحافظ ابن حجر بعدما ذكرها: هذا الحكم -وهو استحباب التسبيح- وما ذكر معه قبل الإهلال قلَّ من تعرض لذكره مع ثبوته[1].
قال البخاري في “صحيحه”: باب التحميد والتسبيح والتكبير قبل الإهلال عند الركوب على الدابة[2]، ثم ساق البخاري بسنده من حديث أنس قال: صلى النبي الظهر بالمدينة أربعًا، والعصر بذي الحليفة ركعتين، فبات بها، فلما أصبح ركب راحلته فجعل يهلل ويسبح، فلما علا على البيداء لبَّى بهما جميعًا[3].
فعلى هذا؛ ينبغي قبل أن يُهِلَّ بالنُّسُك أن يأتي بالتسبيح والتحميد والتكبير، يقول: “سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر”، ثم يقول: “لبيك عمرة” إن كان يريد التمتع، أو “لبيك حجًّا” إن كان يريد الإفراد، أو “لبيك عمرة وحجًّا” إن كان يريد القِران.