logo
الرئيسية/مقاطع/من مدحك بما ليس فيك فسيذمك

من مدحك بما ليس فيك فسيذمك

مشاهدة من الموقع

قال وهب بن مُنَبِّهٍ: إذا سمعت من يمدحك بما ليس فيك؛ فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك، هذه المقولة منسوبةٌ لوهب بن منبهٍ، ومتداولةٌ عند الحكماء والأدباء وغيرهم [1].

فمن مدحك بما ليس فيك، لا تأمنه في أن يذمك بما ليس فيك؛ لأنه إذا مدحك بما ليس فيك؛ فهو يفقد الاتزان، فعنده نوعٌ من التطرف وعدم الاتزان، فإذا مدحك اليوم؛ فقد يذمك غدًا؛ ولهذا يقولون: من مدحك بما ليس فيك وهو راضٍ عنك، ذمك بما ليس فيك وهو ساخطٌ عليك.

والله يقول: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا [آل عمران:188]، فذمهم الله ، من يحب أن يُحمد بما لم يفعل، هذا مذمومٌ، وقد ذكر الله تعالى هذا من خصال من ذمهم الله ​​​​​​​ في كتابه.

ويقول النبي : المتشبع بما لم يُعطَ كلابس ثَوبَي زورٍ [2]، المتشبع بما لم يُعطَ إنسانٌ يُظهِر للناس أن عنده كذا وكذا من المال، ومن كذا، والواقع أنه ليس كذلك، فهذا كلابس ثوبي زورٍ.

فعلى المسلم أن يكون صادقًا واضحًا، وإذا مدح أحدًا لا يبالغ، لا يمدحه بما ليس فيه، بل إن بعض العلماء يرى أن مدح الإنسان بما ليس فيه هو نوعٌ من السخرية منه، تمدح إنسانًا تقول: أنت فيك كذا وكذا، وأنت تعلم وهو يعلم بأنه ليس فيه كذا وكذا، كأنك تسخر منه، كأنك تستهزئ به؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: احثوا في وجوه المداحين التراب [3].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 ينظر سير أعلام النبلاء: 4/ 550.
^2 رواه البخاري: 5219، ومسلم: 2130.
^3 رواه مسلم: 3002.
مواد ذات صلة
zh