وقال للجنة: أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء [1]، وفي هذا دليلٌ على أن الجنة تسمى رحمةً؛ لأن الله تعالى قال: أنت رحمتي، وليس المقصود بها الرحمة التي هي صفةٌ من صفات الله ؛ لكنها تسمى الرحمة؛ لأن من يدخلها مرحومٌ، ولأن من يدخلها يدخلها برحمة الله وليس بعمله، فسميت الجنة رحمةً؛ لأنها يظهر فيها رحمة الله .
وبهذا نعلم أنه لا بأس بالدعاء: “اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك”؛ لأن معناه: اجمعنا في الجنة، فإن مستقر رحمة الله هو جنته، والجنة تسمى رحمة الله؛ ولهذا قال في هذا الحديث القدسي: أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء، فقول القائل في الدعاء: أسأل الله أن يجمعنا في مستقر رحمته، يعني: أسأل الله أن يجمعنا في مستقر جنته، فهذا الدعاء لا بأس به.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 4850، ومسلم: 2846. |
---|