logo
الرئيسية/مقاطع/ورع الإمام البخاري رحمه الله

ورع الإمام البخاري رحمه الله

مشاهدة من الموقع

الإمام البخاري صاحب “الصحيح”، الإمام المعروف رحمه الله، يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا أبدًا، انظر إلى هذه المقولة العظيمة: أرجو أن ألقى الله تعالى ولا يحاسبني أني اغتبت أحدًا! علق الحافظ الذهبي في “السير” على هذه المقولة، قال: صدق رحمه الله، ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل؛ علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يُضعِّفه، فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظرٌ، ونحو هذا، وقلَّ أن يقول: فلانٌ كذابٌ، أو كان يضع الحديث، حتى إنه قال: إذا قلتُ: فلانٌ في حديثه نظرٌ، فهو متهمٌ واهٍ [1].

وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدًا، وهذا والله غاية الورع.

الإمام البخاري من أئمة الجرح والتعديل، ولو حكم على أحدٍ من الرواة بأنه كذابٌ أو يضع الحديث، أو نحو ذلك، فليس عليه حرجٌ؛ لأنه يريد أن يبين هذا للأمة؛ حتى يحذروا من حديثه، ولكن من شدة ورعه أنه لا يأتي بهذه العبارات، وإنما يتورع ويقول: فلانٌ في حديثه نظرٌ، ونحو ذلك؛ ولذلك نجد أن “صحيح البخاري” تلقته الأمة بالقبول، يعني هذا الإمام بهذا الورع الشديد، ما بالك بانتقائه للأحاديث الصحيحة؟! سيتورع كثيرًا في أن يضع في كتابه إلا ما يجزم بصحة نسبته للنبي ؛ ولهذا تلقت الأمة “صحيح البخاري” بالقبول، فهو أصح كتاب بعد كتاب الله .

وقد بقي الإمام البخاري في تصنيفه للصحيح ست عشرة سنةً، قال: صنفت “الصحيح” في ست عشرة سنةً، وجعلته حجةً فيما بيني وبين الله تعالى، وقال: أخرجت كتابي هذا من زهاء ستمئة ألف حديثٍ، وما وضعت في كتابي حديثًا إلا صليت ركعتين، واستخرت الله تعالى [2].

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 سير أعلام النبلاء للذهبي: 12/ 439.
^2 سير أعلام النبلاء للذهبي: 12/ 405.
مواد ذات صلة
zh