بعض الناس يريد أن يوقف وقفًا منجَّزًا، لكن يخشى أن يحتاج لهذا الوقف، فنقول: يمكن أن يوقف وقفًا منجزًا ويشترط أن تكون منفعته ورَيعه له طوال حياته، وهذا أمرٌ سائغٌ وجائزٌ على القول الراجح، وقد اختار هذا الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى [1].
فتقول مثلًا: أوقفتُ بيتي هذا وقفًا منجزًا، على أن أنتفع به طوال حياتي، ويصرف ريعه بعد وفاتي في كذا وكذا وكذا، هذا لا بأس به، وهذا هو المعمول به عندنا في “وزارة العدل” في المملكة العربية السعودية، ولو أردت أن تثبت وقفًا، ودخلت عن طريق “موقع ناجز”؛ تجد أن مِن ضمن الصيغ المقترحة للواقف هذه الصيغة: “أقر بأنني أوقف وقفًا منجَّزًا لوجه الله تعالى، ابتغاء مرضاته ورجاء ثوابه، وقد استثنيت الانتفاع به حال حياتي غلةً واستغلالًا، ومن بعدي تصرف غلته على أوجه البر والإحسان المختلفة حسب ما يراه الناظر..” إلى آخره.
فهذه صيغةٌ موجودةٌ الآن على “موقع ناجز”، ومعتمدةٌ عند وزارة العدل، وهذا يشجع الإنسان، بعض الناس يقول: أريد أن أوقف وأخشى أن أحتاج، نقول: لا بأس، تُوقِف الوقف المنجز الآن، وتستثني منفعته لك طوال حياتك، تتصرف في ريعه وفي غلته كما تحب وكما تريد، لكن بعد وفاتك تصرف غلته في كذا وكذا.
الحاشية السفلية
^1 | إعلام الموقعين: 4/ 359. |
---|