logo
الرئيسية/مقاطع/عظم سعة النار

عظم سعة النار

مشاهدة من الموقع

قال: حدثنا محمد بن عبدالله الرُّزِّيُّ، قال: حدثنا عبدالوهاب بن عطاءٍ في قوله : يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [ق:30]، فأخبرنا عن سعيدٍ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ  عن النبي  أنه قال: لا تزال جهنم يُلقَى فيها وتقول: هل من مزيدٍ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعضٍ وتقول: قَطْ قَطْ، بعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضلٌ حتى ينشئ الله لها خلقًا فيسكنهم فضل الجنة [1].

دل هذا الحديث على عظيم سعة النار، وأنها يدخلها أهل النار فلا تمتلئ، يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [ق:30]، ومن رحمة الله سبحانه وتمام عدله: أنه لا ينشئ لها خلقًا، كما أنشأ للجنة خلقًا، وإنما يضع الرب قدمه عليها حتى ينزوي بعضها إلى بعضٍ، فتقول: قط قط قط، يعني: حسبي حسبي حسبي، فذلك قول الله : يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [ق:30].

وهذا الحديث يدل على سعة الجنة وعظمتها؛ فإن الله ينشئ لها خلقًا، بعدما يدخل أهل الجنة الجنة لا تمتلئ، وقد وعد الله بملئها، فينشئ الله تعالى لها خلقًا، ويدخلهم الجنة بلا عملٍ، وهذا من فضل الله ، وليس في هذا ظلمٌ لأحدٍ، فالله تعالى يتفضل على من يشاء، ويؤتي فضله من يشاء، فينشئ الله خلقًا يسكنهم ما بقي من الجنة؛ لأن الله وعد بملئها، ولكن النار لا ينشئ الله تعالى لها خلقًا يعذبهم فيها؛ لأن هذا ينافي عدل الله سبحانه، كيف يعذبون وهم لم يعصوا الله؟! ولهذا النار لا تمتلئ؛ لعظيم سعتها لا تمتلئ، ويقول الله تعالى للنار: هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [ق:30]، فيضع الرب رجله، وفي الرواية الأخرى: قدمه، فينزوي بعضها إلى بعضٍ، وتقول: قط قط قط، يعني: حسبي حسبي حسبي، وهذا محمولٌ عند أهل السنة على حقيقته، وما تأوله بعض الناس هذا كلام باطلٌ، بل هو على حقيقته، الله هو الذي خلق النار، هو على كل شيءٍ قديرٌ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ [الزمر:67]، فأي عجبٍ في هذا؟! أن الرب سبحانه يضع رجله على النار حتى ينزوي بعضها إلى بعضٍ فتقول: قط قط قط.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه مسلم: 2848.
مواد ذات صلة
zh