logo
الرئيسية/مقاطع/الحاجة للناس تنقص من قدر الإنسان

الحاجة للناس تنقص من قدر الإنسان

مشاهدة من الموقع

هذا من كلام الإمام ابن تيمية رحمه الله، وهو كلامٌ عظيمٌ: أن أعظم ما يكون للعبد قدرٌ وحرمةٌ عند الناس وعند الخلق؛ إذا استغنى عنهم ولم يحتج إليهم [1]، أما إذا احتاج إليهم؛ فإنه ينقص قدره بقدر حاجته، وإذا استغنى عنهم، إن استطاع أن يحسن إليهم مع هذا الاستغناء؛ كان أعظم ما يكون عندهم، قال: وهذا من حكمة الله ورحمته؛ ليكون الدين كله لله، يعني: لا يتعلق المسلم إلا بالله ​​​​​​​، ويستغني عن الناس، ويستغني عن البشر، فإنهم لا يملكون نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا.

وهذه المقولة أيضًا نقلها ابن تيمية رحمه الله: استغنِ عمن شئت؛ تكن نظيره، وأَفضِل على من شئت؛ تكن أميره، واحتج إلى من شئت؛ تكن أسيره [2]، هذه حكمةٌ، ونقلها ابن تيمية وغيره: استغنِ عمن شئت؛ تكن نظيره، وأفضل على من شئت -يعني أحسن- تكن أميره، واحتج إلى من شئت؛ تكن أسيره؛ ولهذا بايع نفرٌ النبي على ألا يسألوا الناس شيئًا، فكان أحدهم يكون على راحلته فيسقط سوطه، فلا يطلب من أحدٍ أن يناوله إياه [3].

وهذا يربي معاني العزة في النفس؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: اليد العليا وهي المنفقة خيرٌ من اليد السفلى [4]، وهي الآخذة.

فينبغي أن يكون المسلم -خاصةً طالب العلم- عزيز النفس، ويحرص على أن يبتعد عن سؤال الآخرين، وعدم الحاجة إليهم ما أمكن، لا يفعل ذلك إلا عند الضرورة.

^1 ينظر مجموع الفتاوى: 1/ 39.
^2 مجموع الفتاوى: 1/ 39.
^3 رواه مسلم: 1043.
^4 رواه البخاري: 1429، ومسلم: 1033.
zh