من أدب المجالسة: الإنصات للمتحدث، والإنصات هذه مهارةٌ من أعظم المهارات، وتجتمع في الشخصيات المحبوبة، عندما ترى الجامع المشترك في الشخصيات المحبوبة؛ تجد أن منها: مهارة الإنصات وحسن الاستماع، فيستمع للمحدث لا يقاطعه، وقد كان هذا من خلق النبي ، يقول عمرو بن العاص، وقد أتى النبيَّ فأنصت له بجميع جوارحه، فلما رأى النبيَّ عليه الصلاة والسلام أنصت له بجميع جوارحه؛ طمع أن يكون أحب الناس إليه، قال: فقلت: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قلت: من الرجال؟ قال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر، فعد رجالًا [1]، لكن ما الباعث لعمرٍو أن يسأل النبي عليه الصلاة والسلام هذا السؤال؟ رأى حُسنَ إنصات النبي عليه الصلاة والسلام إليه، فظن أنه أحب الناس إليه.
معنى الإنصات: أن الإنسان يستمع للمتحدث بجميع جوارحه، لا يقاطعه، يركز في كلامه، يتابعه، فهذه من آداب المجالسة التي لا زال الحكماء والأدباء يوصون بها؛ ولهذا قال عطاء بن أبي رباحٍ: إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه، وقد سمعته قبل أن يولد [2]، هذه من المجاملة، ومن حسن الخلق والمجالسة، حتى لو كنت سمعت الحديث؛ أنصت للمتحدث، لا تقاطعه، فهذه من الآداب، ومن الأخلاق الكريمة التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم، وخاصةً طالب العلم، ينبغي أن يحرص على هذه الآداب وهذه الأخلاق.