كان السلف يستحبون أن يكون للرجل خبيئةٌ من عملٍ صالحٍ، لا تعلم به زوجته ولا غيرها.
ينبغي أن يكون للمسلم خبيئة أعمالٍ صالحةٍ لا يعلم بها إلا الله، فيجعل له خبيئة عملٍ صالحٍ؛ إما من صلواتٍ يصليها، وإما من صدقاتٍ يتصدق بها على فقراء أو على مساكين، وإما من أذكارٍ يأتي بها، أو أدعيةٍ، أو نحو ذلك، يكون له خبيئة أعمالٍ لا يعلم بها إلا الله ، وهذا كان شائعًا عند السلف، وكانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة عملٍ صالحٍ لا يعلم بها زوجته ولا أولاده ولا أي أحدٍ؛ لأنه يظهر فيها الإخلاص، ويتمحض فيها الإخلاص.
بعض الناس كالكتاب المقروء؛ كل أعماله يعرفها غيره، حتى لو تصدق بصدقةٍ؛ أخبر بها، لو عمل أي عملٍ صالحٍ؛ أخبر به، ينبغي أن يكون لك أعمالٌ تجعلها خبيئةً لا يعلم بها إلا الله ؛ فإن أجرها يكون عند الله تعالى عظيمًا، وربما تقع في كربةٍ فتتوسل إلى الله تعالى بهذه الأعمال؛ ولذلك في قصة أصحاب الصخرة الذين أدركهم المبيت، فأووا إلى غارٍ، فانطبقت عليهم صخرةٌ، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم، كان لكل واحدٍ منهم خبيئة عملٍ توسل إلى الله تعالى به؛ فتوسل الأول ببره العظيم لوالديه، وتوسل الثاني بعفته عن الزنا مع قدرته عليه، وتوسل الثالث بأمانته العظيمة، وحفظه لأجر الأجير، وتنميته له، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون [1].
فاجعل لك خبيئةً من أعمالٍ صالحةٍ تجد ذخرها وأجرها عند الله ، وربما تحتاج إليها في الدنيا قبل الآخرة عندما يقع لك كربةٌ، فتتوسل إلى الله تعالى بهذه الأعمال التي جعلتها خبيئةً في أن يفرج الله عنك كربتك.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 2215، ومسلم: 2743. |
---|