تكون صلاة الوتر بالنسبة للمسلم على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: وهي الأفضل، أن يجعل صلاة الوتر في الثلث الأخير من الليل، يصلي مثنى مثنى، ثم يوتر بواحدة.
والدرجة الثانية: أن يجعلها قبل أن ينام إذا لم يتيسر له أن يقوم من آخر الليل، أو يخشى من نفسه أنه لن يقوم من آخر الليل، فيوتر قبل أن ينام. وهذا قد وصى به النبي بعض الصحابة؛ كأبي هريرة، فإن أبا هريرة كان يسهر لأجل تعاهد ما حفظه من أحاديث من النبي ويخشى ألا يقوم من آخر الليل، فكان يوتر قبل أن يرقد؛ ولهذا قال: أوصاني خليلي بثلاث. وذكر منها: وأن أوتر قبل أن أرقد[1].
وأيضًا أبو بكر الصديق من شدة حزمه واحتياطه أنه كان يوتر قبل أن ينام؛ لأنه يخشى ألا يقوم من آخر الليل، ولم يكن عندهم منبهات أو ساعات أو نحو ذلك، وكان عمر يقوم من آخر الليل، فأبو بكر أخذ بالأحوط، وربما أنه يقوم لكنه لا يوتر، لكن كان يوتر احتياطًا قبل أن يرقد. فكان إذن بعض الصحابة يوتر قبل أن يرقد.
فإذا لم يتيسر له لا هذا ولا ذاك، انتقل للمرتبة الثالثة: وهو أن يوتر بعد صلاة العشاء.
فإذن؛ الوتر له ثلاث درجات:
- الدرجة الأولى: وهي الأكمل والأفضل أن يكون في الثلث الأخير من الليل.
- الدرجة الثانية: أن يكون قبل أن ينام.
- الدرجة الثالثة: أن يكون بعد صلاة العشاء.
وينبغي أن يحرص المسلم على صلاة الوتر؛ فإنها سنة مؤكدة جدًّا، حتى إن النبي لم يكن يدعها في السفر، كان يحافظ عليها سفرًا وحضرًا[2].
فعلى المسلم أن يحرص عليها حتى لو لم يتيسر له أن يصليها في آخر الليل أو قبل أن يرقد، يصلي صلاة الوتر بعد صلاة العشاء.