ونوح -عليه الصلاة والسلام- بقي تسعمائة وخمسين سنة في قومه يدعوهم إلى الله للدعوة فقط. وهذا يدل على أن أعمار الناس في تلك الفترة كانت طويلة، وأيضًا أجسامهم كانت كبيرة؛ فإن آدم طوله ستون ذراعًا، يعني: ما يقارب ثلاثين مترًا، ونوح مكث في قومه في الدعوة تسعمائة وخمسين سنة. ثم لا تزال أعمار الناس وأجسامهم تتقاصر إلى أن استقرت على ما هي عليه الآن.
ولله تعالى الحكمة في ذلك، لكن الله تعالى عوض هذه الأمة عن قِصَر أعمارها بمواسم، ومن ذلك ليلة القدر ليلة خير من ألف شهر، قيل: إن الحكمة من هذه الليلة أن فيها تعويضًا لهذه الأمة عن قصر أعمارها.
متوسط أعمار هذه الأمة كم؟ ما بين الستين إلى السبعين، هذا هو المتوسط، وأقلهم من يجوز ذلك[1].
بينما الأمم السابقة كانت أعمارهم تصل إلى ألف سنة أو أكثر؛ فنوح لبث ألف سنة إلا خمسين عامًا، فعوَّض الله هذه الأمة عن قصر أعمارها بمواسمِ الفضل والخير؛ كليلة القدر، وعشر ذي الحجة، ونحو ذلك.
^1 | عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك. رواه الترمذي: 3864، وابن ماجه: 4236. |
---|