logo
الرئيسية/مقاطع/حكم نشر تعبير الرؤى عن ليلة القدر على وسائل التواصل

حكم نشر تعبير الرؤى عن ليلة القدر على وسائل التواصل

مشاهدة من الموقع

من الأخطاء التي يقع فيها بعض المُعبِّرين: تثبيط الناس عن فِعل الخير في مواسم معينة، ومن ذلك: في تعبيرِ أنَّ ليلة كذا هي ليلة القَدْر، ونَشْر ذلك أمام العامة، العامة إذا قيل: إن هناك رؤى بأن تلك الليلة ليلة القدر؛ اجتهدوا في تلك الليلة وتركوا الاجتهاد في بقية الليالي.

ثم أيضًا -يعني- هذه الرؤى التي يقال: إنها تواطأت، العجيب أن في كل عام يقولون: إنها ليلة خمس وعشرين، ولا أدري لماذا يختار كثير من المعبرين هذه الليلة؟ لماذا يختارون ليلة خمس وعشرين ويقولون: تواطأت الرؤى على أنها هي ليلة القدر؟! في السنوات الماضية من خلال مراقبة كلام المعبرين -كثير منهم- هي ليلة خمس وعشرين. طيب، لماذا يختارون هذه الليلة؟

فلذلك؛ ينبغي عدم الجزم بذلك.

ثم أيضًا من رأى بأن تلك الليلة هي ليلة القدر مثلًا؛ فإن ليلة القدر تُرى في المنام، النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع البواقي، فمن أراد أن يتحرى ليلة القدر فَلْيتحرَّها في السبع البواقي[1].

فهذا يدل على أن ليلة القدر تُرى في المنام، لكن ينبغي أن يكون التعبير بصفة فردية، ولا يُنشر ذلك في وسائل التواصل ووسائل الإعلام؛ لما يترتب على هذا النشر من مفاسد.

ولأنه -كما ذكرنا- أن الرؤيا تُفيد الظن ولا تفيد القطع، ربما يرى هذا الرائي في المنام أنها ليلة كذا، لكن -يعني- يبقى هذا ظنًّا، يبقى أيضًا قد يكون حلمًا أصلًا، قد يكون يُحدِّث نفسه بأن ليلة القدر هذا العام ستكون كذا، ثم يرى ذلك في المنام؛ فلا تكون أصلًا رؤيا، فغاية ما تفيد الظن وليس القطع.

ولهذا؛ أرى أن من الخطأ أن يُنشر هذا في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يقال: بأن الرؤى قد تواطأت بأن هذه الليلة هي ليلة القدر؛ هذا يترتب عليه مفاسد، ويترتب عليه اتكال العامة على الاجتهاد في هذه الليلة وتَرْك ما سواها.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 1158، ومسلم: 1165.
مواد ذات صلة
zh