فضل قراءة القرآن مع التدبر

قراءة القرآن مع التدبر أكمل وأعظم أجرًا وثوابًا، وهي من أعظم أسباب الثبات.

من أعظم أسباب ثبات المسلم: تدبر القرآن، كما قال الله سبحانه: تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال:2]؛ يعني: إذا استمعوا إلى القرآن بتدبر ازداد إيمانهم، فمن باب أولى أنهم إذا قرؤوا القرآن بتدبر ازداد إيمانهم، ليس فقط الثبات، بل زيادة الإيمان؛ لأن من يرتبط بالقرآن يرتبط بهذه المعاني العظيمة التي ذكرها ربنا سبحانه، فيه نبأ ما قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، فيه أحوال الآخرة، فيه ذكر أوصاف الجنة وأوصاف النار، وأحوال الأمم السابقة، وفيه العجب العجاب.

ولذلك؛ لما استمع نفر من الجن إلى هذا القرآن ماذا قالوا؟ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا [الجن:1]. نفر من الجن قالوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ۝ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ [الجن:1-2].

فانظر كيف أن هؤلاء النفر من الجن وصفوا القرآن بالعجب، عجب مدهش! يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ [الجن:2].

وكان بعض كفار قريش العرب الأقحاح الذين يفهمون القرآن إذا سمع واحد منهم الآية تأثر وقلبت حياته، وعلى رأس هؤلاء كانت بداية عمر بن الخطاب  ، وسبب تحوله من الكفر إلى الإسلام: أنه لما استمع أول سورة (طه) من زوج أخته -سبحان الله!- لما استمع لأول سورة (طه) رق وخشع ومال قلبه للإسلام ثم أسلم^[1].

جبير بن مطعم أتى النبي  وهو على الشرك لما سمع النبي  يقرأ: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ۝أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ قال: كاد قلبي أن يطير من شدة التأثر^[2]. 

والنجاشي لما سمع أول سورة (مريم) تأثر تأثرًا عظيمًا، حتى بكى^[3]، ثم أسلم وكتم إسلامه، وبقي على الملك؛ ولما مات صلى عليه النبي  وأصحابه صلاة الغائب^[4].